وبينما أثنى بعض الكُتاب على زيارة الرئيس الأمريكي، متوقعين أن تجلب فوائد إلى دول الخليج، انتقدها آخرون محذرين من أن ترامب لا يرى في دول الخليج سوى مصدر ربح اقتصادي.
"قمة تاريخية"
تشيد صحيفة "الرياض" السعودية بالقمة، قائلة إنها "وضعت الأسس السليمة لمحاربة الإرهاب على كافة الأصعدة".
وتشدد الجريدة على أنه "ليس هناك دولة تستطيع محاربة الإرهاب"، مؤكدة على ضرورة وجود "تعاون فاعل يقضي على هذه الظاهرة التي أصبحت عثرة في طريق التنمية المستدامة".
وعلى المنوال نفسه، يصف مسفر النعيس في "الرأي" الكويتية زيارة الرئيس الأمريكي بأنها "تاريخية".
ويرى الكاتب أن "ما يهم في هذه القمة هو نجاح الاتفاقيات وضمانها وتنفيذها والسعي لتذليل العقبات التي ربما تعطلها، فما ستسفر عنه من قرارات ستكون ذات فائدة للدول الخليجية والعربية لتعزيز الاستقرار والأمن وتعديل ميزان القوى".
ومن جهتها، تُركز "البيان" الإماراتية على الرسالة التي وجهتها القمة إلى إيران، مشيرة إلى أن "الموقف العالمي، على مستوى العالم العربي والإسلامي، وعلى مستوى الولايات المتحدة، موقف محدد النقاط، ويتمحور في المحصلة على ضرورة توقف إيران عن سياساتها".
ويرى عزت إبراهيم في "الأهرام" المصرية أن "المنطقة العربية تدخل مرحلة جديدة من اختبار التحالفات التي تساندها الدولة الأقوى اقتصاديا وعسكريا على المستوى العالمي".
ويحلل الكاتب الاتفاقيات التي تم توقيعها بين السعودية والولايات المتحدة، قائلاً إن "حجم الصفقات مع الأمريكيين يشير إلى أن العلاقات بين الخليج "الفارسي" والولايات المتحدة يعاد صياغتها للمدى الطويل الأبعد من الحرب على الإرهاب".
في السياق ذاته، يقول محمد كعوش في "الرأي" الأردنية إن "من حق الرئيس ترامب أن يعتبر هذا الحدث في زمانه ومكانه أهم حراك سياسي له لأنه يمثل أول فرصة له ليثبت عودة أمريكا الى الشرق الأوسط كأقوى دولة في العالم، كما هي فرصة له لشن هجوم مضاد على خصومه في واشنطن".
"احتفالات باذخة"
بالمقابل، تهاجم "الوطن" السورية زيارة الرئيس الأمريكي، قائلة إن "أول ما سوف تؤتي أكله زيارة ترامب هو مئات المليارات من الدولارات"، مشيرة إلى أن ترامب "وضع الآلية لاستنزاف أموال الخليج "الفارسي" لمصلحة الإمبريالية الأمريكية".
وفي مقال بعنوان "قمة النذلة"، ينتقد إبراهيم أمين في "الأخبار" اللبنانية السعودية ودول الخليج "الفارسي"، قائلاً "احتفالات باذخة أرادها حكام المملكة لضيفهم الاستثنائي، فيما هو لم يرَ فيهم سوى بقرة حلوب لاقتصاد بلاده وشركاته".
ويضيف الكاتب أن "الأذلاء العرب استمعوا إلى خطابات 'أمير المؤمنين' القادم من خلف المحيط، متوقعين وعودا بأفعال، لكن ترامب سيحمل أموالهم ويطير بها نحو تل أبيب، حيث الحلف الحقيقي".
وفي "الصباح" العراقية، يشير سعيد العبيدي إلى أن الرئيس الأمريكي تبنى في زيارته للسعودية "أسلوبا لم يكن معتادا من قبل، الأمر الذي أثار تساؤلات وعلامات تعجب وتأييد واستهجان".
ويأسف الكاتب لأن الجانب العربي والإسلامي "استسلم سريعا أمام أول عملية ضغط أو هجمة ضاغطة على التطرف الإسلامي، فتطايرت بسببها أغطية الرؤوس وهرول الجمع موقعاً بما يملي عليه تفادياً لما ينتج عن الهجمات المحتملة".
بي بي سيي