يرى فيسك أنّ وقائع القمة يصعب التنبؤ بها؛ لأنّ القادة العرب والرئيس ترامب لا يتسمون بالرزانة. يجتمع أكثر من 42 بلدًا – بما في ذلك باكستان والأردن وتركيا ومصر والمغرب– تحت إمرة الطموح السعودي الساعي إلى قيادة "تحالف إسلامي" مزعوم ضد "الإرهاب" و"التشيع" (اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام)، بحسب موقع “ساسة بوست” الذي ترجم المقال.
وتابع، سينصت القادة العرب والمسلمون إلى هذيان ترامب عن السلام والإرهاب الإسلامي، وسيكون خطابه مثيرًا للضحك لأنّه سيصف إيران بالإرهاب.
أما ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيشير فيسك إلى أنه "يطمح في قيادة الجبهة السنية – بما في ذلك العراق– للتصدي لـ"المحور الشيعي" الذي يمثله كل من إيران، وحزب الله، وأنصار الله، وأقليات شيعية في الدول الخليجية ..".
لهذا السبب – يقول فيسك– نرى رئيس أمريكا «البغيض»، الذي يمكن مقارنته بصنف المجانين مثل القذافي ... يجاري الأمر.
ويضيف فيسك أن ملوك وأمراء الخليج الفارسي الذين يمتلكون ثروات هائلة سيسعون الى "حرب بين السنة والشيعة" وبالتالي إلى تدمير المنطقة، وهذا مبرر بسيط لمكافحة الإرهاب بالنسبة لواشنطن؛ مما يعني تدفق ترسانة أسلحة هائلة – تقدر بـ100 مليار دولار– إلى السعودية استعدادًا للحرب المرتقبة. بينما ستقف كل من أمريكا و"إسرائيل" وهما مبتسمتان.
يرى فيسك أنّ جيرد كوشنر – صهر ترامب الذي يصفه بولي العهد– يمكنه تولي أمر إنشاء ناتو عربي، إذ إنّ "إسرائيل" ستكون سعيدة للغاية برؤية المسلمين يتقاتلون، بل وستغذي الصراع مثلما فعلت هي وأمريكا إبان الحرب العراقية الإيرانية، عندما دعمت واشنطن العراق بالسلاح. وقد برز الدور الإسرائيلي بالفعل، بقصفها قوات بشار الأسد وحلفائه، وغضها الطرف عن داعش، وعلاج عناصر القاعدة في الجولان.
فعل محمد بن سلمان الكثير لضمان أن تكون المعركة داخل إيران وليس في السعودية، لكنه لم ينتبه للتهديد الإيراني الصارم للمملكة، فقد حذر وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان من أنّ السعودية بأكملها في مرمى الصواريخ الإيرانية، باستثناء مكة والمدينة. وهذا يعني أنّ على السعودية البدء في إنشاء ملاجئ من القصف في كبريات المدن – الرياض وجدة والظهران ومقرات المؤسسات الكبرى– وهي الأماكن المحببة إلى قلوب الأمريكيين.
يقارن فيسك بين ما يقوم به بن سلمان حاليًا، وما قام به "صدام حسين" قبل أربعة عقود. في عام 1980، وبينما كان "صدام" يستغل عائدات النفط في بناء الطرق السريعة، واستيراد أحدث التكنولوجيات، وتوفير رعاية صحية على أعلى مستوى، دخل في حرب مع إيران أفقرت العراقيين، وأذلت العراق أمام العرب، ثم قام بغزو الكويت، ففُرضت العقوبات عليه، وانتهى الأمر بإعدامه شنقًا بعد الغزو الأمريكي في 2003. في المقابل، أعلن بن سلمان رؤية 2030، التي تهدف إلى إنهاء اعتماد المملكة على النفط باعتباره مصدرًا رئيسيًّا للدخل. لكنه ما لبث أن بدأ يسعى إلى حرب مع طهران.
وبطبيعة الحال، لا داعي للحديث عن العدل والحقوق المدنية والمرض والموت. ولا يمكنك أن تجد بين القادة المسلمين الذين سيلتقيهم ترامب من لا يسوم بعضًا من مواطنيه سوء العذاب. بعد ذلك، سيغادر الرئيس ترامب إلى إسرائيل، ومنها إلى الفاتيكان.
تبقى دولة واحدة بعيدة عن هذا المشهد العظيم: روسيا. لكن كونوا على يقين من أنّ بوتين يعرف تمامًا ما يجري، وسيستمتع برؤية الناتو العربي وهو يتمزق. كما أنّ وزير خارجيته لافروف يدير الملف السوري بحرفية، على عكس تيلرسون قليل الحيلة. وإذا ما احتاج لافروف إلى أي معلومات استخبارية، فليس عليه سوى أن يسأل ترامب.