وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير مطول نشر يوم الثلاثاء، إلى أن المبادرة التي قدمتها الرياض وأبو ظبي، ستتم دراستها خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، الأسبوع المقبل، ولقائه مع عدد من القادة العرب والمسلمين، في الرياض.
علاقة مباشرة وتطبيع كامل
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن السعودية و الإمارات على رأس الدول التي شاركت في إعداد الوثيقة ، مشيرة إلى أن مسؤولين من البلدين ومن أمريكا، درسوا تلك المبادرة التي تمت مناقشتها مع عدة دول عربية، و تتضمن المبادرة تخفيف القيود الاقتصادية على الفلسطينيين، وتمديد ساعات العمل على “معبر الكرامة” الحدودي مع الأردن خاصة في فترة العطلة الصيفية. و وفقا للمبادرة، فإنه في مقابل ذلك تقوم حكومة إسرائيل باتخاذ خطوات مهمة لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين خصوصا تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية، والسماح بحرية التجارة في قطاع غزة.
ماذا سیجني الكيان الاسرائيلي؟
وتشمل خطوات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي حسب الصحيفة مايلي:
أولاً: إقامة وسائل اتصال مباشرة بين دول مجلس التعاون وتل أبيب.
ثانياً: إزالة القيود المفروضة على التجارة مع إسرائيل.
ثالثاً: إصدار تأشيرات للفرق الرياضية الإسرائيلية والوفود التجارية للمشاركة في الفعاليات الإقتصادية في هذه الدول.
رابعاً: السماح للطائرات الاسرائيلية بالتحليق في أجواء دول مجلس التعاون.
خامساً: السماح بحقوق الطيران على متن الطائرات الإسرائيلية.
نقل التطبيع من الخفاء الى العلن
و يرى مراقبون أن الوثيقة السرية التي نشرتها الصحيفة الأمريكية، الهدف منها هو نقل التطبيع من مرحلة الخفاء إلى مرحلة المجاهرة فقط، إذ أن التطبيع بين دول مجلس التعاون وتل أبيب موجود واقعيا من فترة قديمة، إذ تشير التقارير إلى أن هنالك العشرات من الشركات الإسرائيلية التي تدير مشاريع استثمارية في دبي مثل: شركة (تسحام) التابعة لمستوطنة (أبكيم) الإسرائيلية، و شركة (سونار) التي قامت بتجهيز منزل أحد أمراء دبي بوسائل حماية و أمان و حصلت هي الأخرى على جميع مستحقاتها، وبالإضافة إلى وجود العديد من المحال والمتاجر الإسرائيلية قامت مؤخراً بافتتاح أفرع لها في دبي تحت مسميات أخرى مثل رجل الأعمال "الإسرائيلي" (ليف لفيف) الذي افتتح متاجر هناك من خلال رجل أعمال إماراتي يدعى (عاطف بن خضرة) تقوم ببيع منتجات إسرائيلية من إنتاج شركة (لفيف).
وتأتي الوثيقة السرية التي نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال للتقاطع، مع ما كشفته وسائل إعلامية إسرائيلية، والتي أكدت أن السلطات الإماراتية فتحت منشآتها السياحية أمام السياح الإسرائيليين وبات بإمكانهم قضاء إجازتهم فيها دون الإستحصال المسبق على تأشيرة دخول.
وفي هذا السياق أكد موقع “أن ار جي” الإلكتروني الإخباري الإسرائيلي، أن إمارة دبي، أعتبرت أن الاسرائيليين مرحب بهم الآن فيها مع إقامة في فندق خمس نجوم موضحا “أنه ابتداء من أمس يمكن للإسرائيليين حجز “حزمة استجمام” في فندق “دبي أنترناشيونال” إضافة إلى 135 مطعما ومسرحا حيث عروض أهم الفنانين الدوليين”، ويشير الموقع إلى أن الإسرائيليين غير الملزمين بالإستحصال على تأشيرة دخول إلى دبي وبإمكانهم الوصول إلى الإمارة عبر رحلات رخيصة تؤمنها شركات طيران في طريقهم من كيان الإحتلال الإسرائيلي إلى شرق اسيا رغم أنه لا يوجد رحلات جوية مباشرة من هذا الكيان إلى دبي.
أما سعودياً فقد زار وفد أكاديمي واستخباراتي سعودي رفيع المستوى بقيادة اللواء أنور عشقي كيان الإحتلال بشكل علني، وأكد عشقي بالفم الملئان أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز سيقود بنفسه التطبيع وسيكون عرابه مع تل أبيب مشيراً إلى أن الرياض ستقدم على إنشاء سفارة لها في “إسرائيل” إذ قبلت الأخيرة بمبادرة السلام.
كذلك تتقاطع هذه الوثيقة مع حديث وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، قبل أيام، الذي أكد أن هناك علاقات اقتصادية بين دول مجلس التعاون وتل أبيب، مشيراً إلى وجود علاقة مميزة تجمع المنامة وتل أبيب على وجه الخصوص، حيث يتم تدريب عدد من رجال الشرطة في البحرين حول أساليب “مكافحة الشغب”، و أضاف الوزير أن الكيان الصهيوني يسعى إلى إيجاد عدد من السبل لتوسيع علاقاتها مع الدول العربية في الخليج الفارسي.
يذكر أن تل أبيب افتتحت قبل أعوام ممثليه دبلوماسية بإمارة أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة و أخرى في البحرين، بالإضافة إلى ممثلية لكيان الإحتلال في قطر تحت مسمى مكاتب تجارية منذ أكثر من 20 عاماً.
المصدر: وكالة الإتحاد