وفي بيان صدر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ليل الاثنين، أعلن الجيش السوري عن إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة القابون والمزارع المحيطة بها شمال شرق دمشق، وقال بيان الجيش أن هذا التطور جاء "بعد سلسلة من العمليات الدقيقة كبدت خلالها إرهابيي جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها خسائر كبيرة في العديد والعتاد، ودمرت مقارهم وتحصيناتهم وعدداً كبيراً من الأنفاق التي كان الإرهابيون يستخدمونها كطرق للإمداد ونقل الأسلحة والذخائر والإرهابيين".
وأشار البيان إلى أن تحرير القابون يعد خطوة إضافية و"قاعدة انطلاق للقضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في ريف دمشق" في إشارة إلى استعداد الجيش لخوض معركة مماثلة في "جوبر" داخل الغوطة والقريبة من دمشق وحسم المعركة هناك خلال الفترة القليلة القادمة.
أهمية القابون
وفي الحديث عن أهمية هذا الانجاز قال البيان أن الأهمية تكمن في كونه يعزز دائرة الأمان في محيط دمشق ويضيق الخناق على المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية ويقطع طرق إمدادها، كما يشكل ضربة قوية للمشروع الإرهابي وداعميه ومموليه، وقاعدة انطلاق للقضاء على ماتبقى من بؤر إرهابية في ريف دمشق.
وبعد أكثر من 5 سنوات من احتلاله من التنظيمات المتشددة التي حملت أسماء متعددة، تم تحرير الحي بشكل كامل من الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث احتل القابون في البداية "الجيش الحر"، ثم "جبهة النصرة" و "فيلق الرحمن" و "جيش الإسلام" وهي أبرز الفصائل المتشددة التي قاتلت في الحي.
وفي يوم الاثنين وافق مسلحو الفصائل على اتفاق إجلاء سري بعد أن حوصروا في جيب صغير في حي القابون إثر هجوم شنه الجيش السوري حسم فيه معركة القابون ليعلن الحي وبشكل رسمي خاليا من المسلحين.
جاء ذلك بعد أن أطلقت الدولة السورية عملية عسكرية مكثفة استمرت قرابة الثلاثة أشهر كان هدفها إنهاء التواجد المسلح في المنطقة وإعادة الأمن والأمان للحي الذي يعتبر، بقربه من مركز العاصمة وإشرافه على الطريق الدولي، استراتيجيا.
و خلال العملية العسكرية الأخيرة التي شنها الجيش داخل الحي تمكنت قوات الجيش السوري من السيطرة على أكثر من 25 نفق ثلاثة منهم لعبور السيارات باتجاه الغوطة الشرقية والباقي لعبور المشاة.
وتقول مصادر مطلعة أن الانهيار الذي أصاب المجموعات المسلحة جاء بعد سيطرة الجيش على أحد أهم الأنفاق القليلة التي كانت تمدّها بالسلاح من الغوطة، ويصل هذا النفق بين القابون ومنطقة عربين في الغوطة الشرقية.
وتأتي أهمية الحي من كونه يقع في شمال شرق العاصمة دمشق، ويبعد عن مركز المدينة 4 كم، في منطقة مهمة حيث يجاور كل من برزة وجوبر وعربين وحرستا، ويخترقه الاتستراد الدولي، طريق دمشق-حمص، وعقدة طرقية مهمة هي عقدة القابون.
وقبل بداية الصراع في سوريا كان الحي يتضمن كراجات الانطلاق ووصول باصات البولمان، ويعتبر القابون بوابة دمشق وأول ما يراه القادمون إلى دمشق من المناطق السورية الأخرى.
الاتفاق
جاء هذا الاتفاق سريعا على عكس ما سبقه من الاتفاقيات، وخلال يوم واحد، تم الانتهاء من مرحلة التسوية الأولى، بخروج 2289 شخصاً؛ بينهم 1058 مسلحاً، وفق الأرقام الرسمية التي أعلنتها دمشق، إلى ريف مدينة إدلب. واستكملت الدفعات خلال اليوم الأول بنجاح، برغم التوتّر الذي وقع جراء إطلاق أحد قادة الفصائل المعارضة النار باتجاه عدد من المسلحين المغادرين وعوائلهم، والذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة عدد آخر. ولم يتم الكشف عن أسباب الحادثة وملابساتها، غير أن صفحات معارضة قالت إن إطلاق النار جاء على خلفية عبور عدد من عائلات المسلحين من أبناء الغوطة الشرقية عبر عدد من الأنفاق باتجاه القابون، بنيّة الخروج ضمن اتفاق التسوية نحو ريف إدلب.
وفي موازة ذلك تجددت الاشتباكات بين فصائل الغوطة الشرقية صباح الاثنين، وبدأت الاشتباكات انطلاقا من حيي الاشعري والافتريس داخل الغوطة.
يأتي ذلك مع تقدم للجيش السوري جنوب الغوطة من جبهة بيت نايم وجسرين، فبعد أن حسم الجيش السوري معركة بوابة الغوطة من الجهة الشمالية في القابون، تحدثت مصادر عسكرية لـ"رأي اليوم": أن الجيش يستعد لكخوض معركة مماثلة في "جوبر" داخل الغوطة والقريبة من دمشق ويسعى للحسم فيها على غرار معركة القابون.
المصدر: الوقت