نقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين أن المقترحات تتضمن السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها ورفع القيود عن بعض المواد المستوردة ومنح تأشيرات للفرق الرياضية الإسرائيلية أو الوفود التجارية للمشاركة في مناسبات في الدول العربية، فضلاً عن سعي الدول الخليجية إلى دمج الكيان الاسرائيلي أكثر في الهيئات التجارية والاقتصادية في المنطقة.
وقالت المصادر إن موقف الدول العربية الموثّق في ورقة يتشاركها العديد من دول الخليج الفارسي يهدف في جزء منها إلى الاصطفاف إلى جانب ترامب الذي أعلن رغبته في العمل مع دول الخليج الفارسي على التوصل إلى "اتفاق سلام" في الشرق الأوسط، مضيفة أن السعودية والإمارات أبلغتا الولايات المتحدة و"إسرائيل" باستعدادهما لاتخاذ مثل هذه الخطوات.
وقالت الصحيفة إن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض التعليق على المعلومات التي كشفتها الصحيفة غداة لقاء ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس الأميركي الذي بدوره سيزور السعودية الأسبوع المقبل.
المبادرة الخليجية وفق المطلعين عليها تؤكد التحسن الكبير في العلاقات بين الكيان الاسرائيلي ودول الخليج الفارسي خلال السنوات الماضية نتيجة القلق المشترك من إيران وداعش. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول عربي رفيع مشارك في المحادثات قوله "لم نعد نرى "إسرائيل" كعدو إنما كفرصة محتملة".
العلاقات الإسرائيلية الخليجية أشبه بـ "ثورة في الشرق الأوسط"
ولفتت الصحيفة إلى الزيارات السرية التي قام بها مسؤولون إسرائيليون إلى دول الخليج الفارسي تحديداً الإمارات العربية المتحدة. ونقلت عن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس وصفه العلاقات الإسرائيلية الخليجية بأنها أشبه بـ"ثورة في الشرق الأوسط".
شتاينتس الذي كان زار بنفسه أبو ظبي العام الماضي لافتتاح بعثة دبلوماسية "إسرائيلية" تابعة لوكالة دولية معنية بالطاقة المتجددة، قال إن شركات التكنولوجيا الإسرائيلية تزود السعودية والإمارات بمعدات ذات تقنية عالية لا سيما في مجال الاستخبارات من أجل "مساعدة الحكومات العربية المعتدلة على حماية نفسها" على حدّ تعبيره.
وفي هذا السياق تحدثت "وول ستريت جورنال" عن عقد وقعته شركة "فيرينت سيستم" الإسرائيلية لـ "الأمن الالكتروني" ومقرّها نيويورك مع الإمارات عام 2014 بقيمة تفوق 100 مليون دولار من أجل تتبع جميع البيانات والاتصالات على شبكتي الاتصالات التابعتين للدولة وفق ما نقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين على عمليات الشركة.
كذلك كشفت الصحيفة نقلاً عن مصدر آخر أن مجموعة "ان اس او" التكنولوجية الإسرائيلية باعت برنامج مراقبة للإمارات المتحدة.
لكن أياً من الشركتين رفضتا التعليق على معلومات "وول ستريت جورنال" التي لفتت إلى أنه بمعزل عن هذا الجانب فإن الإسرائيليين يفضّلون سلوك مسار أكثر علانية في العلاقة مع دول الخليج الفارسي وتعميق الروابط الاقتصادية والتجارية.
ونقلت عن مساعد لوزير النقل والاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس أن الأخير عرض في الأسابيع الماضية على البيت الأبيض تطوير العلاقات بين "إسرائيل" والعالم العربي.
وتتضمن رؤية كاتس إقامة مرفأ في غزة وشبكة تصل مرفأ حيفا بالسعودية والخليج الفارسي من خلال الأردن بما يشبه سكة حديد الحجاز التي كانت تربط دمشق بالمدينة المنورة.
المصدر: وول ستريت جورنال