وأشارت تلك المصادر إلى أن أنقرة فشلت في تحضير البنية المجتمعية في الشمال السوري لدخول القوات التركية وذلك بعد أن بحثت موضوع إدلب بشكل موسع.
ولفتت المصادر إلى مسألة البدء برفع وتيرة الشكاوي من "جبهة النصرة" ودعوة الجيش التركي للتدخل، إلا أن "النصرة" أخمدت هذه الأصوات، كما فوجئ الأتراك بوجود قاعدة شعبية واسعة لـ "النصرة"، في إدلب، الأمر الذي يعني النظر إلى الجيش التركي كقوات احتلال، وهو ما لا ترغبه تركيا.
وكشفت "الجديد" عن أن وفداً من "النصرة" زار العاصمة التركية الأسبوع الماضي وعقد عدة اجتماعات مع قياديين في الاستخبارات التركية لبحث قضية التدخل التركي، وأن الاستعدادات جارية لمواجهة هذا التدخل بشكل مسلح. الأمر الذي دفع الاستخبارات التركية للبدء بخيار آخر يتمثل بتنمية نفوذ الجماعات المسلحة الأخرى في الشمال السوري وتغذيتها للقضاء على "النصرة"، ولم يكد يعلن عن تشكيل أحد الفيالق حتى قامت "جبهة النصرة" بمهاجمة مقرات لتجمع "فاستقم كما أمرت"، كأول ردة فعل من "النصرة"، قبل أن تتبعه بإجراءات أخرى، بينها تكثيف العمل الإعلامي المعادي لتركيا.
وقال الناشط "أحمد. م" من مدينة إدلب لموقع قناة "الجديد": " تشهد المدينة هذه الأيام استنفاراً غير مسبوق لمسلحي النصرة، حيث تجوب الدوريات شوارع المدينة بشكل مكثف، وترفع الدوريات راية هيئة تحرير الشام، بعد أن كانت ترفع، وحتى فترة قريبة، راية جيش الفتح".
كذلك، أرسلت "النصرة" تعزيزات لها إلى منطقة أطمة الحدودية ضمن الاستعداد لأي تدخل تركي محتمل، بالإضافة إلى شن حملات تفتيش واعتقالات في صفوف السكان، ومقاتلي الفصائل الأخرى، بحثاً عن "جواسيس" يعملون لصالح تركيا، أو الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر : شام تايمز