تبقى الموضوعات، التي ناقشها سيرغي لافروف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سرا بالنسبة إلينا. ففي المؤتمر الصحافي، الذي عقده وزير خارجية روسيا عقب لقائه الرئيس الأمريكي، أطلق لافروف النكات ردا على أسئلة الصحافيين عما إذا كان الكرملين هو الذي يعين رؤساء الولايات المتحدة ومديري مكتب التحقيقيات الفيدرالي.
وما دامت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تؤثر بصورة جدية في الأوضاع العالمية. وبما أن لافروف لم يكشف عن الموضوعات، التي ناقشها في واشنطن، فقد توجهت الصحيفة إلى مدير معهد الولايات المتحدة وكندا التابع للأكاديمية الروسية للعلوم فاليري غاربوزوف لاستيضاح بعض الأمور المتعلقة بعلاقات موسكو وواشنطن.
فاليري غاربوزوف
يقول غاربوزوف إن "التحضيرات تُجرى حاليا للقاء بوتين وترامب. لذلك يتبادل وزيرا خارجية البلدين الزيارات. فقبل فترة كان ريكس تيلرسون في موسكو، وكان ينتظر من تلك الزيارة إلقاء الضوء على أمور كثيرة أيضا، لكن تيلرسون مثل لافروف لم يكشف أي شيء عن لقائه الرئيس فلاديمير بوتين. والوزيران لا يتحدثان إلا عن أمور عامة، وعن رغبة البلدين في تحسين العلاقات الثنائية. وهذا يعني أن الرئيسين هما فقط من يستطيع الإفصاح عن واقع الأمور بوضوح أكبر في أثناء لقائهما الشخصي المرتقب.
كما أن الجانبين اتفقا خلال زيارة تيلرسون على تشكيل لجان عمل مشتركة لـ "إزالة العقبات" على طريق تحسين العلاقات الثنائية. ولم تشكل هذه اللجان حتى الآن، ولا يُعرف من الذي سيدخل في عدادها، لكن المهم حاليا هو الحوار.
وعلى الرغم من أن التحضير للقاء الرئيسين جارٍ على قدم وساق، فليس من المعلوم هل إنه سيتمخض عن اتفاقات محددة أم لا. بيد أن من المحتمل إحراز بعض التقدم في المشكلة السورية. وهذا ما ستكشفه الأيام".
ويضيف غاربوزوف أن "هناك بالطبع مسائل أكثر أهمية من الأزمة السورية في علاقاتنا مع واشنطن، بيد أن سوريا هي عملية تحمية لبدء الحوار، لأن هناك عددا كبيرا من المسائل المعلقة مثل العقوبات المفروضة على روسيا من جانب، ومن جانب آخر التعاون الاقتصادي بين البلدين (على الأقل في مجال الفضاء) الذي يفرض دائما الالتفاف على هذه العقوبات. إذا، كيف لنا أن نفهم هذا الوضع؟ هل إن ترامب عاجز عن إلغاء هذه العقوبات أو حتى عن جزء منها؟ لا، هو يريد ذلك، ويقدر عليه، ولكنه لن يقدم على هذه الخطوة. وذلك بسبب هستيريا "التدخل الروسي" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وهذا يعني أن أي خطوة لترامب تجاه روسيا ستعدُّ تأكيدا للأسطورة التي تقول إن الكرملين هو الذي أوصل ترامب إلى البيت الأبيض. لذلك فهو لن يتخذ هذه القرارات، لأنها ستكون قنبلة مدمرة لإدارته.
واستنادا إلى هذا، يمكن القول إن أي اختراق لن يحدث في علاقاتنا. لكن عدم اتخاذ خطوات ما تجاه روسيا أمر غير ممكن، لأنه من دون التعاون المتبادل بين البلدين لن يشهد العالم استقرارا. وإذا لم يتمكن رئيسا البلدين من الاتفاق على إلغاء العقوبات، فإنهما يستطيعان التوصل إلى اتفاق بشأن تخفيفها في بعض المجالات والقطاعات الاقتصادية كخطوة أولى.