"من المُبكر جدًا أن نُقدر حجم تأثير الفيروس على مصر في الوقت الحالي" هكذا جاء مُفتتح بيان مركز معلومات مجلس الوزراء المصري، عقب إعلان مصر واحدة من الدول التي ضربها الفيروس العالمي الأشرس على الإطلاق -بحسب الخبراء- والمعروف إعلاميًا بـ"فيروس الفدية" أو "فيروس بريطانيا"، كون بريطانيا هي الدولة الأولى التي أصابها الفيروس ضمن قائمة تحوي 100 دولة منهم؛ روسيا وأوكرانيا والهند والصين وإيطاليا وإسبانيا وأستراليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والمكسيك ومصر.
البداية كانت ببريطانيا حيث استطاع الفيروس -رغم حداثة وسائل الحماية والوقاية التى تثبتها الحكومة البريطانية بأنظمتها التكنولوجية- اختراق المنظومة الصحية الوطنية "إن.إتش.إس"، وتمكن من السيطرة على السجلات الخاصة بالمرضى في العديد من المستشفيات والتأمين الصحي، مما تسبب في تعطيل العمل وتأجيل العديد من العمليات الخاصة بالمرضى، الذين أصبحت كل بياناتهم مُشفرة ولا يمكن الوصول لها رغم عدم التأكد حتى الآن من نجاح القراصنة في سرقتها.
ومن بريطانيا إلى إسبانيا، لم يختلف الوضع كثيرًا، حيث نجح الفيروس في اختراق العديد من الجهات والأنظمة الأمنية لبعض الشركات الدولية العملاقة، فقد صرحت شركة "تليفونيكا" الإسبانية للاتصالات في بيان لها بتعرضها للهجوم لكن بيانات العملاء والخدمات لم تتأثر لسيطرتها عليه. الحال ذاته تكرر لدى شركتي "إيبردرولا" للطاقة و"غاز ناتشورال" للغاز اللتان تعرضتا للهجوم ذاته، فأصدرت إدارتهما تعليمات للعاملين بإغلاق كافة الحواسب عقب سحب البيانات الهامة ونسخها.
أما أكثر الدول تضررًا من ذلك الفيروس فكانت روسيا، التى ضرب بها العديد من البنوك ليُعلن البنك المركزي الروسي نجاحه في إحباط تلك الهجمات الإلكترونية بصعوبة بعد أن حاول اختراق العديد من الحسابات. ولم تقتصر تلك الهجمات الإلكترونية على البنوك الروسية فقط لكنها امتدت لتشمل أجهزة الكمبيوتر الخاصة بوزارة الخارجية الروسية أيضًا.
ورغم الأنباء التى تواردت عن وجود مصر ضمن قائمة الدول التي ضربها الفيروس إلا أنه لم يتم تحديد المواقع التي ضربها بعد أو كيفية حدوث ذلك والتعامل معه.
وحول الأخطار والخسائر التي يمكن أن تصيب مصر في حالة انتشار الفيروس يقول طلعت عمر، خبير الاتصالات ونائب رئيس جمعية اتصال، "لو الفيروس اخترق الأجهزة المعلوماتية للدولة هتكون مصيبة، لأنه سيقوم بوقف جميع الخدمات المرتبطة بمراكز المعلومات، من بنوك وطيران وكهرباء". ويوضح الخبير أن المراكز المعلوماتية في مصر هشة للغاية وغير مؤمنة تأمين كافي، ولن تحتمل أي اختراق. منوهًا إلى أنه في حالة وجود معلومات مهمة لابد من عزلها على الفور.
أما عن أساليب الوقاية ضد الفيروس التي يجب على المواطنين قبل الهيئات الحكومية اتباعها في حال إصابة أجهزتهم فقد لخصها بيان مركز معلومات مجلس الوزراء المصري في اتباع الحذر أثناء فتح الملفات المرسلة بالبريد الإلكتروني، مع عدم فتح ملفات مرسلة من مصادر غير معروفة أو موثوق بها، إلى جانب حفظ أكثر من نسخة backup من البيانات والملفات الهامة على وسائط منفصلة بعيدًا عن الحواسب بصورة دورية، وأخيرا ضرورة استخدام برمجيات أصلية محدثة.
علياء رفعت ومصطفى فرحات
المصدر: MASRAWY