قال موقع كاونتر باونش في مقال على لسان الكاتب “يوناتان منديل” إن سيطرة بنيامين نتنياهو على وسائل الإعلام ومراقبتها وموقفها هي عنصر أساسي في مسيرته واستمراريته في منصبه.
وتابع الموقع: إنه ومن خلال سنواته كرجل مبيعات للأثاث، وسفير لدى الأمم المتحدة ورئيس الوزراء، يتقن نتنياهو فن العلاقات العامة، وبغية البقاء في السلطة، أدرك أنه يحتاج من جهة، إلى أكبر قدر ممكن من السيطرة على وسائل الإعلام، وعلى من يغطونه ومن لا يغطونه، فكان اول من تولى منصبه في ايار/مايو 1996 بعد ستة اشهر من مقتل اسحق رابين منافسه على يد قاتل إسرائيلي، ووجه المجتمع الإسرائيلي الكثير من اللوم على المخيم اليميني القومي الذي يرأسه نتنياهو للتحريض الذي أدى إلى اغتيال رابين، واوضح نتنياهو أنه شارف على 30 نقطة خلف شيمون بيريز في الانتخابات، وأن “الاغتيال كان كارثة للشعب اليهودي وكارثة على إسرائيل وكارثة للحق الذي سيدمر في حال الدعوة إلى الانتخابات قريبا، حسب وصف نتنياهو لكن في ليلة الانتخابات وبعد ستة أشهر، حقق المستحيل، حيث استيقظ الإسرائيليون الذين ذهبوا إلى النوم مع بيريز والذين ما زالوا منهمكين في استطلاعات الرأي ليجدوا أن عهد نتنياهو قد بدأ.
وتابع الموقع: وعلى مدى 19 عاما من السنوات ال 21 الماضية، كانت إسرائيل محكومة من قبل الليكود أو فروعه، وكان نتنياهو رئيسا للوزراء (من عام 1996 إلى عام 1999 ومنذ عام 2009). لكن على الرغم من سنواته العديدة، إلا أنه يعتبر شخصية معادية للمؤسسة، فهو زعيم خائف يحارب النخبة القديمة، وهو يهودي يواجه الأتراك الذين نسوا ما يعنيه أن يكونوا يهوديين في إسرائيل، وهو يزعم أن وسائل الإعلام والنظام والساحة السياسية كلها ضده، ولا ننسى أنه واحد من النخبة القديمة، الغنية، يتلقى الدعم الغير مشروط من قبل الصحف الأكثر شعبية في إسرائيل، مثل صحيفة “إسرائيل اليوم” التي يملكها الكازينو الأمريكي، ففي تشرين الثاني / نوفمبر 2014، أعطت الكنيست قراءة أولى لمشروع القانون بحظر التوزيع الحر للصحف التي يتم تداولها في إسرائيل، وبعد ذلك حل نتنياهو الكنيست، ودعا إلى إجراء انتخابات، وعاد إلى منصبه، للتأكد من أن مشروع القانون لن يناقش مرة أخرى.
وتابع الموقع: حالياً يجري التحقيق مع نتنياهو للقائه سرا مع ارنون موزس، ناشر يديعوت احرونوث، أكبر منافس لصحيفة “إسرائيل اليوم” حيث وعد نتنياهو أن يحد من نشر صحيفة “إسرائيل اليوم” المناوئة له مقابل وعود بأنه سيدعم يديعوت أحرونوث في السلطة، فسجل آري هارو، رئيس أركانه، المحادثات بناء على طلب نتنياهو، واكتشف التسجيل خلال تحقيق أجرته الشرطة حول الرشوة وغيرها من اتهامات الفساد، ومن الواضح أن الاجتماعات شملت أيضا مناقشة توظيف وإطلاق صحفيين معنیین، وفي الوقت نفسه، في عام 2015، كان هناك مشروع قانون – بدأته حكومة نتنياهو – لتحل محل هيئة الإذاعة الإسرائيلية القديمة هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية الجديدة (تاغيد ها-شيدور ها-يسرايلي).
واختتم الموقع: وفي نهاية آذار/مارس، تم التوصل إلى حل في أعقاب اجتماع بين نتنياهو وموشى كهلون، وزير المالية، بأن هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية ستمضي قدما كما هو مخطط لها، وسيبدأ الإطلاق في 15 أيار / مايو – مع تغيير طفيف فقط، حيث سوف تبث المؤسسة أنواعا من البرامج، من الطقس إلى المسلسلات الدرامية، مع استثناء واحد وهو “الأخبار السياسية”، وستكون هذه مسؤولية هيئة أخرى وهي هيئة الإذاعة الإخبارية.
يذكر أن قضية الإعلام في الکیان الإسرائيلي من القضايا الحساسة التي يهتم بها الإسرائيليون كثيرا، خاصة وأنها قضية تمس ديمقراطية الدولة والأمن في آن واحد، إضافة إلى التحولات الديناميكية التي تعصف بالإعلام الإسرائيلي نحو الخصخصة المطلقة التي تبحث عن النجومية في إطار الفهم القومي والأمني الذي تقتضيه القوانين المسيطرة، حيث بقيت وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي، على مختلف أنواعها، حتى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي تحت ملكية وإشراف الحكومة أو شركات عامة، حيث بدأت رياح الخصخصة تعصف بقطاع الإعلام في ذلك العقد، وخاصة عندما تم تعديل “قانون الاتصالات” في الكنيست. فقد أفسح التعديل القانوني المجال أمام قيام شركات خاصة بتقديم خدمات في مجال الإعلام.
المصدر: وكالة إتحاد الأنباء