وتقول الصحيفة إن "بيسكو شاهد مدنا تغمرها الأضواء، وأخرى تسبح بالظلام، وعندما نظر إلى عاصمة بلاده، وجد أن باريس، عاصمة النور، ليست كما هي سمعتها، بل رأى بلجيكا بلدا يسبح في الأضواء".
ويشير التقرير إلى أن بيسكو عندما نظر من شباك قمرته إلى أوروبا، فإنه رأى قارة زرقاء قاتمة، تشع بنجوم لامعة، ورأى شفقا قطبيا في الخلفية، لافتا إلى أنه كان بإمكانه التعرف إلى المدن الأوروبية من خلال أضوائها.
وتورد الصحيفة نقلا عن بيسكو، قوله في تغريدة كتبها على "تويتر"، مرفقة مع صور: "في المقدمة هاشتاغ برلين، وفي الخلفية بلجيكا التي تتميز كالعادة بألوانها"، والتقط الصور من فوق بولندا، ونظر إلى وارسو وبقية أوروبا الغربية.
ويكشف التقرير عن أن "بين المدن التي ظهرت على شكل نجوم لامعة، بدت بلجيكا وهي تتوهج في الأضواء، باريس قد تكون مدينة النور، لكن فرنسا ككل، بالمقارنة مع جارتها الشمالية، تبدو وقد عمها الظلام".
وتفيد الصحيفة بأن بلجيكا تتميز بوجود شبكة من الأضواء التي تنير الشوارع، مقارنة مع الدول الجارة، وتبقي على الأضواء كلها في الليل، حتى في تلك الشوارع في المقاطعات الصغيرة، مشيرة إلى أن 2.2 مليون لمبة تضيء الشوارع، بمعدل 186 لمبة لكل ميل مربع، ولا تقارن من ناحية الأنوار بأي بلد أوروبي آخر.
وينوه التقرير إلى أن بيسكو من وكالة الفضاء الأوروبية، يقوم بمهمة تستغرق ستة أشهر، على متن سفينة محطة الفضاء الدولية، لافتا إلى أنه يمكن مشاهدة المحطة التي تحلق على مدار منخفض بالعين المجردة من الأرض، وفي داخلها مختبر ومعدات علمية لمئات الباحثين، حيث يرافق بيسكو (39 عاما) أربعة من رجال الفضاء، أمريكيان وروسيان، وستعود إلى الأرض في 2 حزيران/ يونيو.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم وكالة الفضاء الأوروبية، قوله إن بيسكو يعمل لمدة 10 ساعات في اليوم، وبعد ذلك يقضي وقته في التمرينات الرياضية، مشيرا إلى أن لديه الكثير من أوقات الفراغ، "بعد العمل لا يحتاج لركوب القطار، أو إعداد طعامه في المطبخ، ولهذا ففي وقته الحر يستمتع بالمناظر، ويمارس هوايته بالتقاط الصور لبلاده وأوروبا وبقية العالم، وكذلك الولايات المتحدة".
ويذكر التقرير أن بيسكو قال في تغريدة على "تويتر": "لندن وباريس وبروكسل، تشكل مثلثا أوروبيا، هاشتاغ اليوم الأوروبي"، والتقط الصور من داخلCupola ، وهي مركز مراقبة من سبع نوافذ على متن المحطة.
وبحسب الصحيفة، فإن الصور التي التقطها بيسكو تم نشرها على "تويتر" و"فيسبوك" و"فليكر" و"إنستغرام"، حيث علق الناس على الجمال والرمزية، لكنهم تساءلوا عن "الطاقة والبيئة".
وينقل التقرير عن كارولين غوليت، قولها على "فيسبوك": "آمل أن تتوقف بلجيكا عن إنارة شوارعها بهذه الطريقة، هذا إن لم ترغب بمجيء المخلوقات الفضائية إلى هنا"، وأضافت: "بصدق، فإن هذه الصور شجب للتبذير"، وقال مسؤولون بلجيكيون إن الجهود المبذولة في السنوات الماضية لتخفيض إنارة الشوارع فشلت بسبب شكاوى الرأي العام.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه عندما تم الاتصال ببيسكو عبر البريد الإلكتروني، وسئل عن أكثر الصور التي يفضلها، فإنه أجاب قائلا إنها تلك التي تحتوي على "شفق قطبي؛ لأنه من أجمل الأشياء التي تراها في حياتك، ولأن أوروبا تبدو مثل سجادة من الأنوار في هذه الصورة، كما هي في الحياة الحقيقية".