واحتفى أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو بنبأ افتتاح المقر على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، وقال: للأسف لم أستطع المشاركة في هذه المراسم المثيرة للعواطف، ولكن يسرني أنْ أنتهز هذه الفرصة الطيبة لأهنئ سعادة السفير وطاقم السفارة.
وحضر حفل الافتتاح عن الجانب الصهيوني المدير العام لوزارة الخارجية حينها دوري غولد والسفير الصهيوني والسلك الدبلوماسيّ العامل معه، وعن الجانب المصريّ نائب رئيس المراسم، بالإضافة للسفير الأمريكيّ في القاهرة.
صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، كشفت النقاب عن أنّ تل أبيب، وبعد خمسة أشهر ما إعادة سفيرها، د. دافيد غوفرين، من القاهرة إلى "إسرائيل"، اتخذّت إجراءات أخرى تؤكّد على أنّها ماضيةٌ في إغلاق السفارة نهائيًا، طبعًا بسبب التهديدات الأمنيّة التي تتلقها السفارة والعاملين فيها.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه في الأسبوع الماضي تلقّى موظفي السفارة الإسرائيليّة في مصر إشعارًا رسميًا من الخارجيّة في تل أبيب يُعلمهم بأنّ الوزارة توقّفت عن دفع رسوم المخاطرة في العمل لهم بأثرٍ رجعيٍّ، وجاء في الرسالة أنّ الحديث يدور عن سفارةٍ تمّ نقلها من بلد الهدف.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر السياسيّة الصهيونية إنّ وزارة الخارجيّة لم تقُم بتجديد اتفاقيات العمل مع ثلاثين موظفًا من المحليين، والذين يعملون في وظائف السكرتارية في السفارة المُغلقة. وتابعت المصادر عينها قائلةً للصحيفة أنّ اتفاقية الإيجار والتأجير لبيت السفير "الإسرائيليّ" في حي المعادي بالقاهرة لم يُجدّد، منذ أربعة أشهر وأكثر.
علاوة على ذلك، كشفت الصحيفة النقاب عن أنّ الاحتفال الرسميّ بما يُسّمى بـ "يوم استقلال إسرائيل"، والذي كان قد تقرر، تمّ إلغاؤه من قبل وزارة الخارجيّة الصهيونية، كما أنّ الطبّاخ الصهيوني المشهور، غيل حوفاف، والذي تمّت دعوته للطهي خلال الاحتفال، طُلب منه إلغاء الموعد، لأنّه تمّ إلغاء الاحتفال، كما أكّدت المصادر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبيرٍ في وزارة الخارجيّة المصريّة قوله إنّ الخطوة الإسرائيليّة غريبة وغيرُ مفهومةٍ، إذْ أنّها بعد أنْ طلبت منّا تنفيذ عدّة شروطٍ أمنيّة للحفاظ على سلامة السفير والسلك الدبلوماسيّ وقمنا بها، قامت بإخلاء السفارة نهائيًا، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه لم يتّم تحديد موعد لإعادة افتتاح السفارة.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ العديد من الدبلوماسيين الأجانب في مصر عبّروا عن دهشتهم من الخطوة الصهيونية وقالوا إنّ السفارة الإسرائيليّة في أكبر دولة عربيّةٍ هي من أهّم الأمور التي تمكّنت "إسرائيل" من تحقيقها، ونحن على علمٍ بالمشاكل التي تُواجه السلك الدبلوماسيّ الإسرائيليّ والتهديدات الأمنيّة، ولكن جميع هذه العوامل لا يجب أنْ تدفع "إسرائيل" إلى اتخاذ هذه الخطوة بإخلاء السفارة وإخلائها، على حدّ تعبيرهم.
ونقلت الصحيفة العبريّة عن مسؤول آخر في الخارجيّة المصريّة قوله إنّه قبل أكثر من أسبوعين تمّ الاتفاق بين القاهرة وتل أبيب على إعادة السفير غوفرين وطاقمه إلى السفارة في القاهرة، ولكن يبدو أنّ التفجيرات التي وقعت في كنيستين في مصر، في عيد الفصح المجيد، دفعت "تل أبيب" إلى تغيير قرارها وإلغاء عودة السفير إلى القاهرة، على حدّ تعبيره.
وقال رجل أعمالٍ صهيوني يعمل في مصر إنّ إغلاق السفارة وأيضًا القيام بإخلائها هي ضربة قاصمة لما يسمى بـ"اتفاق السلام" بين مصر والاحتلال، لافتًا إلى أنّ ما تبقّى من اتفاق (كامب ديفيد) بات يقتصر فقط على الجانب الأمنيّ، ومُشاركة "اسرائيل" في الحرب التي يشّنها الجيش المصريّ ضدّ الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء، على حدّ تعبيره.
أمّا الناطق الرسميّ بلسان الخارجيّة الصهيونية، عمانوئيل نحشون، فقال في معرض تعقيبه للصحيفة الصهيونية: أنّ الوزارة لا تتطرّق عبر الإعلام إلى قضايا تتعلّق بأمن السفارة أوْ لمبعوثي "إسرائيل" في الدول الأجنبيّة، على حدّ تعبيره.
المصدر: رأي اليوم