علاوة على ذلك، يُذكّر بتصريحات قائد عسكريّ إسرائيليّ رفيع المُستوى الذي قال إنّ أنفاق حماس في قطاع غزة مجرد لعب أطفال، مقارنةً بأنفاق حزب الله في لبنان، على حدّ تعبيره، كما نقلت عنه صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ جولة الصحافيين، التي نظّمها حزب الله الأسبوع الماضي، على الحدود اللبنانيّة-الإسرائيليّة، اعتُبرت في تل أبيب تحديًا سافرًا لها وخرقًا فاضحًا للقرار 1701.
من ناحيته، كشف محلل الشؤون العسكريّة في القناة الثانية، روني دانئيل، النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ أجرى خلال الأسابيع الماضية، عمليات بحث عن أنفاقٍ على الحدود الشمالية لإسرائيل، خوفًا من قيام حزب الله بحفرٍ أنفاقٍ تصل بين جنوب لبنان وإسرائيل.
وتابع قائلاً إنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ بعمليات البحث في أعقاب عثوره على النفق الذي تبنته كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، الجناح العسكريّ لحركة (حماس) في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، لافتًا إلى أنّ حزب الله بمقدوره بناء أنفاق تصل إلى إسرائيل، وخصوصًا أنه قام ببناء أنفاق تصل بين مناطق مختلفة في جنوب لبنان.
وعودٌ على بدءٍ: قال موقع (Israel Defense) في سياق تقريرٍ حصريٍّ نشره إنّ الصور التي التُقطت من مستوطنة شلومي، المتاخمة للحدود اللبنانيّة، والتي كانت تعرّضت لقصفٍ شديدٍ في حرب لبنان الثانية من قبل حزب الله، تظهر برج مراقبة شاخص على بعد عدة أمتار من سياج الحدود مع لبنان.
وأضاف الموقع قائلاً:”يقولون في الجيش الإسرائيليّ إنّ الحديث يدور عن برجٍ واحدٍ من سلسلة أبراج تم تشييدها على الحدود اللبنانية من قبل الجيش اللبنانيّ، على حدّ تعبير المحافل الرفيعة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ.
علاوة على ذلك، أشار الموقع الإسرائيليّ إلى أنّه على الرغم من أنّ هذه الأبراج بحسب إدعاء الجيش الإسرائيليّ موجودة منذ عامٍ، فإن صورهم لم تنشر في وسائل الإعلام الإسرائيليّة. كما أشار في الوقت عينه إلى أنّ نشر صور هذه الأبراج يأتي على خلفية الأحداث التي حصلت في الأيام الأخيرة على الحدود الشمالية، بحسب تعبيره.
ووفقًا للموقع الإسرائيليّ، الذي يعتمد على مصادر أمنيّة وعسكريّة رفيعة جدًا في تل أبيب، فإنّ هذه الأحداث تمثلت بتسلل المواطن اللبنانيّ الذي نجح بالدخول إلى إسرائيل رغم أنف الجيش الإسرائيلي والوصول إلى المحطة المركزية في كريات شمونة، وهي مدينة في الشمال كان اسمها الجاعونة قبل إقامة إسرائيل على أنقاض الشعب العربيّ الفلسطينيّ، الذي هُجّر وشُرّد من أرضه.
والحادثة الثانية، قال الموقع الإسرائيليّ، هي الجولة التي أجراها حزب الله لصحافيين بالقرب من الحدود. وبالإضافة إلى ذلك، نشر حزب الله أيضًا صورًا لمقاتلين تابعين له وهم يحملون صواريخ كتف ضد الطائرات من مناطق ملاصقة للحدود الشمالية”، معتبرًا أنّ هذا العمل يدل على خرق قرار الأمم المتحدة 1701.
ورأى الموقع أنّه طالما أنّ الجيش الإسرائيليّ يدعي أنّ هذه الأبراج هي للجيش اللبناني، فإنّه من الواضح أنها لا تشكل خرقًا للقرار 1701، بحسب تعبيره. ولكن هذا الأمر لم يمنع مندوبي إسرائيل الدائم في الأمم المُتحدّة، داني دانون، من تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدوليّ اتهّم فيها لبنان بخرق القرار 1701، الذي وضع أوزار حرب لبنان الثانيّة في العام 2006، زاعمًا أنّ جولة الصحافيين، التي نظّمها حزب الله، تُعتبر خرقًا للقرار الأمميّ المذكور.
وفي محاولة للالتفاف على ذلك، لاعتبار أبراج الجيش اللبناني خرقًا للقرار 1701، تساءل الموقع الإسرائيلي: هل إن هذه الأبراج فعلاً للجيش اللبناني أوْ أنها تُستخدم في هذه الحالة كغطاء لحزب الله، معتبرًا في هذا السياق أنّه إذا كان لدى الجيش اللبنانيّ أبراج، وحزب الله يقوم بما يحلو له على الحدود (جولات وتصوير)، عبر خرق واضح للقرار 1701، فإنّ هذه الأبراج في الحقيقة هي لحزب الله، على حدّ زعمه.
وفيما نقل الموقع عن محافل رفيعة جدًا في جيش الاحتلال الإسرائيليّ قولها إنّ الأبراج يتم مراقبتها يوميًا بسب ما أسماه الخشية من أنْ يستخدمها حزب الله، فإنّ الموقع أشار في الوقت ذاته إلى أنّ الجيش نشر بيانًا توضيحيًّا بعدما طالبه بذلك ومفاده أنّ البرج الذي تمّ تصويره هو واحد من سلسلة أبراج بناها الجيش اللبناني على طول الحدود الغربية قبل قرابة السنة، وتابع الناطق الرسميّ بلسان جيش الاحتلال قائلاً إنّ الجيش الإسرائيلي يقوم بشكلٍ يوميٍّ بمتابعة استخدام هذه الأبراج. وتمّ إبلاغ منسقي الأمن في المستوطنات الحدودية عن مسألة وجود الأبراج عبر شرح واسع قام به ضباط الدفاع المناطقي والقادة في المنطقة، بحسب البيان الرسميّ الذي أصدره الجيش الإسرائيليّ ونشره الموقع.
“رأي اليوم”- من زهير أندراوس