وقال قائممقام قضاء الفاو وليد الشريفي إن الشريط الساحلي المطل على الخليج الفارسي في توسع مستمر باتجاه البحر، بحيث يضيف أراض جديدة الى القضاء"، مبيناً أن "هناك ما لا يقل عن 5 كم من الأراضي التي ظهرت بسبب تراكم الترسبات التي تحملها التيارات المائية وأصبحت جزءاً من مساحة القضاء، وهي تبرز كيابسة في حالة الجزر، وفي أعلى حالة للمد تغمرها المياه بنسبة بسيطة جداً".
ولفت الشريفي الى أن "تلك الأراضي يمكن استخدمها والاستفادة منها في بناء مشيدات عليها إذا تم إنشاء أكتاف تحميها من ارتفاع المياه في حالة المد"، مضيفاً أن "ناحية الخليج الفارسي التابعة إدارياً للقضاء لو لا وجود أكتاف ترابية تحميها من الغرق لغمرتها المياه بالكامل".
من جانبه، أكد الباحث الجغرافي والربان البحري الكابتن عمران راضي أن "الأراضي الناجمة عن تراكم ترسبات الطمى على الشريط الساحلي المطل على الخليج (الفارسي) تضاف تلقائياً الى مساحة الأراضي العراقية وإن كانت قليلة"، موضحاً أن الترسبات تضيف أقل من متر سنوياً الى مساحة اليابسة".
وأشار راضي الذي كان مديراً للشركة العامة للموانئ وحاصل على شهادة الماجستير في الجغرافيا الى أن "هذه ظاهرة كان تأثيرها أقوى، لكنها انحسرت خلال الأعوام القليلة الماضية من جراء قلة المياه التي ترفد شط العرب من أنهار كارون ودجلة وفرات، حيث كانت تندفع المياه وهي محملة بكميات كبيرة من الغرين والطمى فتترسب نسبة منها على الشريط الساحلي، كما أن عدم حدوث فيضانات يعد سبباً آخر لانحسار الظاهرة".
من جهته، قال أستاذ الجغرافيا في جامعة البصرة نمير الخياط إن تلك الظاهرة تشكل ما يعرف علمياً بالدلتا، حيث يلقي الشط ترسباته في الخليج (الفارسي)، ثم تدفع التيارات المائية بعض تلك الترسبات باتجاه الساحل وتتراكم مما يؤدي الى تمدد اليابسة بمرور الزمن، ولو افترضنا مياه شط العرب (أروند) وصلت الى المصب محملة بنحو 50 طناً من الترسبات فإن ما يقارب 10% منها سوف تستقر على الساحل، والنسبة المتبقية تذهب الى الخليج"، معتبراً أن "دلتا شط العرب هي دلتا جرسية غير نموذجية، وهي مشابهة الى دلتا النيل في مصر".
وتفيد دراسة أكاديمية أعدتها الباحثة ميادة محمود عن دلتا شط العرب بأن "عند مقارنة قياسات أجزاء الدلتا بين عام 2002 وعام 2006 يلاحظ وجود تفاوت كبير في مساحة الوحدات الترسبية للدلتا، وذلك يؤكد حدوث نمو المسطحات، وظروف المناخ الجاف تعمل بدورها على نمو السباخ الساحلية"، وتضيف الباحثة في دراستها التي صدرت في كتاب أن "منطقة المصب تستقبل كميات كبيرة من الرواسب تصل الى 9500000 طن سنوياً كحمل عالق، و8500 طن كحمل قاعي، وأغلب هذه الرواسب عبارة عن مواد غرينية وطينية مصدرها نهر الكارون، يضاف اليها جزء من التعرية المستمرة لضفاف وقاع شط العرب (أروند)".
يذكر أن الجزء الجنوبي من العراق يسمى من قبل الجغرافيين بالسهل الرسوبي لتشكله من الترسبات، حيث تفيد إحدى النظريات العلمية بأن السهل كان امتداداً للخليج (الفارسي) زمناً طويلاً وممتلئاً بالمياه، إلا أن الرواسب التي حملتها أنهار دجلة والفرات وكارون وروافدها والوديان المنحدرة قد ملأت السهل تدريجياً على مر الزمن وحولته من منطقة مغمورة بالمياه الى يابسة، فيما تفيد نظرية أخرى لا تختلف كثيراً عن النظرية السابقة بأن السهل الرسوبي الذي تشكل مساحته نحو ربع مساحة العراق تشكل نتيجة تراكم كميات هائلة من الطمى والغرين، وأن رأس الخليج (الفارسي) يراوح في مكانه الحالي منذ 3000 سنة قبل الميلاد.
ومن المؤكد أن جزيرة بوبيان التي تعد أكبر جزيرة كويتية وثاني أكبر جزيرة في منطقة الخليج الفارسي قد تشكلت على مر الزمن من تراكم طبقات طينية ناجمة عن ترسبات حملتها الى الخليج (الفارسي) مياه شط العرب (أروند)، وبنفس الطريقة تكونت بعض الجزر الصغيرة في شط العرب، وبعض تلك الجزر لم تزل في طور التوسع البطيء من حيث المساحة.
المصدر: السومرية