وكان بورناما قد صرح في شهر سبتمر 2016 بأن منافسيه في انتخابات الحاكم المقررة العام 2017 استخدموا الآية 51 من سورة المائدة لخداع الناخبين ومنعهم من التصويت له لولاية ثانية.
واعتذر بورناما وهو من العرقية الصينية وموال للرئيس الإندونيسي لاحقاً عن تصريحاته، لكن تعبيره عن الندم لم ينجح في كسب رضا المسلمين الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة بدعوة من منظمات إسلامية وشخصيات منضوية ضمن الحركة الوطنية تحت شعار "المسيرة الثالثة لنصرة الإسلام" و تنفيذاً لفتوى المجلس الاسلامي للعلماء بسجن بورناما بعد اتهامه رسمياً بالاستهزاء بالقرآن الكريم.
وفي أول جلسات محاكمته والتي كانت في شهر ديسمبر من العام الماضي قال بورناما: "أنا حزين جدًا بسبب إتهامي بالإساءة إلى الإسلام لأن هذا يعني أنني شهّرت بأهلي بالتبني المسلمين، إضافة إلى إخوة وأخوات أحبهم كثيرًا".
وأعلن للقضاة أنه لم تكن في نيته أبدًا الإساءة إلى الباحثين المسلمين أو العلماء، ولم يشأ أبدًا الإساءة إلى الإسلام، لأنه لطالما جمعته علاقة وئام بالمسلمين منذ طفولته، فارتاد مدارس مسلمة وكوّن صداقات مع مسلمين يعتبرهم "عائلته الخاصة"، حسب قوله.
وأوضح الحاكم باسوكي تاهاجا بورناما أن ما قاله في أيلول لا يشكل إساءة للقرآن، قائلاً: "لم أقصد تفسير الآية 51 من سورة المائدة بصورة خاطئة ولا التجديف..مضيفاً: "في تصريحي، أشرتُ إلى بعض رجال السياسة الذين كانوا قد أساؤوا استخدام هذا النص، مطلقين منافسة غير منصفة بمناسبة الانتخابات الإقليمية المقبلة".
وكان النائب العام طالب في جلسة المحاكمة السابقة التي عقدت الأسبوع الماضي من شهر ابريل الجاري بسجن بورناما لمدة عام، غير أن مئات المعارضين تظاهروا أمام مبنى المحكمة، مستنكرين الحكم المخفف بحق المتهم.
هذا وينحدر بورناما من الأقلية الصينية المسيحية في إندونيسيا التي تعد أكبر الدول الإسلامية في العالم من حيث عدد السكان الذي يبلغ 250 مليون نسمة.
وفي نوفمبر 2014 نصب " باسوكي تاهاجا بورناما" حاكماً لمدينة جاكرتا للمرة الأولى منذ 50 عامًا، رغم أسابيع من احتجاجات المسلمين.