وقالت صحفية "فزغلياد" الروسية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "ارتكب خطأ" قبيل اللقاء الذي سيجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في الثالث من شهر أيار/مايو المقبل في سوتشي الروسية.
وكان الرئيس التركي التقى بوتين في آذار/مارس الماضي، حيث يفترض أن تتركز الزيارة الجديدة على بحث ملفات المنطقة، بالإضافة إلى بحث تزويد موسكو لأنقرة بمنظومة صواريخ "إس-400" الروسية الدفاعية.
ونشرت الصحيفة الروسية مقالا موسعا عن الموضوع، موضحة أن الرئيس التركي "استشهد بكلمات قالها بوتين عن الرئيس السوري، محاولا إعطاءها معنى مختلفا"؛ مشيرة إلى أن موقف الكرملين من سوريا وقيادتها ثابت ولم يتغير.
تفسير خاطئ
وبحسب المقال الذي ترجمته "روسيا اليوم"، فإن أردوغان اقتبس كلمات بوتين من مكالمة هاتفية دارت بينهما"، حيث تقول الصحفية إن "المشكلة لا تكمن في التفسير الخاطئ لهذه الكلمات، بقدر ما تتمثل في أن الكرملين لا يحب الكشف عن مثل هذه التفاصيل".
ووفقا لما قاله أردوغان، فإن بوتين قال له: "أردوغان لا تفهمني خطأ، أنا لا أدافع عن الرئيس الأسد، ولست محاميه"، لتضيف الصحيفة أن اللقاء المزمع بين الرجلين "لن يكون سهلا"، لافتة إلى أن "العلاقات الروسية-التركية في الوقت الراهن ليست في أحسن حالاتها".
وتصف الصحيفة الروسية تصريحات أردوغان بشأن الرئيس الأسد بـ"الـقاسية"، في إشارة إلى حديث سابق مع وكالة رويترز للأنباء قال فيه، إن "الأسد ليس حلا للتسوية المحتملة في سوريا. ويجب تحرير سوريا من الأسد لكي يكون هناك حل".
وتعتبر الصحيفة أن هذا الموقف لأردوغان لم يكن الأول من نوعه، "لكن الجديد الذي حمله، والمثير للاهتمام فيه، هو أنه كشف تفاصيل محادثة هاتفية له مع فلاديمير بوتين، في سبيل دعم موقفه الخاص".
وتوضح الصحيفة أن ما نقله أردوغان عن بوتين لا يعني تغيرا في موقف موسكو حيال مصير الأسد، وتشير إلى أن كلمات بوتين التي استشهد بها أردوغان "تتوافق تماما بالكامل مع الموقف الرسمي للكرملين، الذي أعرب عنه مرارا وتكرارا طيلة السنوات الماضية من تاريخ الأزمة في سوريا".
وتضيف أن كلمات بوتين التي اقتبسها أردوغان، "هي مجرد استنساخ لأقوال سيد الكرملين منذ 5 سنوات تقريبا، في ديسمبر/كانون الأول 2012، حين قال الرئيس الروسي: "نحن لسنا محامين للدفاع عن القيادة الحالية في سوريا"، أي أن هذا يعدُّ صيغة موسكو العادية لدى الحديث عن موقف روسيا من الأزمة السورية".
مهاجمة أردوغان
وتذهب الصحيفة إلى أبعد من اعتبار حديث أردوغان خطأ، بل تراه "مجرد محاولة منه لتضليل الصحفيين ووسائل الإعلام والرأي العام"، مهاجمة الرئيس التركي بالقول: "لعل ما يثير الاهتمام أكثر، هو معرفة الإجابة منه على هذا السؤال - هل أصبح الزعيم التركي نفسه ضحية لوهمه، بعد أن أقنع نفسه بأن كلمات بوتين يمكن فهمها بأن موسكو أضعف، أو أنها ستحد من دعمها للنظام في سوريا؟".
وتتطرق الصحيفة إلى الوضع الداخلي التركي بالتركيز على ما يواجهه أردوغان بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بالقول: على الرغم من النجاح الرسمي للاستفتاء الدستوري الأخير في تركيا، فإن وضع أردوغان في واقع الأمر لا يبعث على السرور، ولا سيما أن الاستفتاء كشف عن عمق الانقسام في المجتمع التركي"
وتختم الصحفية بالتساؤل: "أصبح أردوغان مؤخرا محاصرا بمصاعب وأعداء من الداخل والخارج، والسؤال الذي يبقى مفتوحا – هل لديه ما يكفي من القدرة والموارد "للقتال" على عدة جبهات في آن واحد؟".