وفي كلمة له القاها امس الاربعاء في مؤتمر موسكو السادس للامن الدولي قال العميد دهقان، ان انعقاد هذا المؤتمر يعد فرصة لدراسة تطورات الامن العالمي والوصول الى تفهم مشترك ازاء التحديات القائمة والتاكيد على الاجراءات والاليات المؤثرة في بلورة النظام الامني الجديد في العالم.
وتابع قائلا، ان النظام الامني الحالي رغم انه مبني على اسس وقواعد مثل القبول بحق تقرير المصير للشعوب واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ولاقانونية اللجوء الى القوة، ولكن مع اجراءات الغرب خاصة اميركا غير القانونية وانتهاك هذه المبادئ في مختلف مناطق العالم، فقد برزت تحديات عسكرية وامنية متعددة ومعقدة ومركبة، ومع اتساع نطاق انعدام الامن والاستقرار وانتشار الفوضى تكون قد عرّضت امن العالم لاخطار جادة.
واعتبر انه في مثل هذه الظروف يمكن تقييم التهديدات العالمية من زوايا متعدة وهي:
- عدم المسؤولية في تصريحات واجراءات وقرارات الرئيس الاميركي الجديد.
- استمرار ازمة منطقة الشرق الاوسط وبصورة خاصة عدم تحقق الهدف التاريخي للشعب الفلسطيني.
- تصعيد التوتر التاريخي في شبه الجزيرة الكورية مع الغرب.
- استمرار دعم اميركا و"اسرائيل" وبريطانيا والسعودية للتيارات الارهابية التكفيرية ومساعيها لاستمرار سياسة حفظ التوازن العسكري لهذه الجماعات مع الحكومات المتنازع معها.
- توسيع وزيادة توجه الارهابيين التكفيريين المهزومين في العراق وسوريا الى سائر الدول وتصاعد انشطتهم في هذه المناطق.
ونوه الى المعايير المزدوجة التي تعتمد ازاء الارهاب والارهابيين واعرب عن الاسف لان المؤسسات القانونية الدولية والمتشدقين بالدفاع عن حقوق الانسان اضحوا متفرجين فقط على قتل الابرياء من الرجال والنساء والصغار والكبار ونشر الرعب والهجرة الاجبارية وتشريد سكان مناطق الاشتباكات ووجود قيود في ارسال المساعدات الانسانية واضاف، ان ما يدعو للاسف اكثر هو انه في ساحة الصراع والمواجهة هذه لا يتم الدفاع عن الحكومات والشعوب المضطهدة المتعرضة للهجوم والنهب والتدمير.
وقال العميد دهقان، في الوقت الذي تستشعر حاجة ماسة الى عزم جاد من قبل جميع الدول لمكافحة الارهابيين بحزم والقضاء على عوامل بروز ونمو وتشديد التيارات الارهابية والحاجة الاكثر الحاحا اليوم ادانة الارهاب والعنف ووقف الامدادات والدعم السياسي والعسكري والمالي للارهابيين ودعم الحكومات القانونية والمشروعة والرضوخ لمطالب وارادة الشعوب وتقديم الاغاثة الانسانية لمنكوبي الحرب ودعم الامن والاستقرار والسلام والهدوء ومعالجة مشاكل الشعوب، لكننا للاسف الشديد نشهد انه في سوريا هنالك فقط روسيا وايران والحكومة القانونية والشعب السوري وفي العراق هنالك فقط ايران بمعية الشعب والحكومة العراقية متواجدة في ساحة المواجهة الحقيقية ضد الارهابيين.
ونوه وزير الدفاع الايراني الى انه في هذا المسار نرى الاميركيين يسعون بعقيدتهم الجديدة وسياسة "اضفاء الطابع التجاري على الامن" لعرض شكل جديد من "الفاشية العالمية" وتثبيت دورهم في النظام الدولي المستقبلي.
واعتبر ان نتيجة هذه السياسة هي خلق تهديدات وهمية ومصطنعة وتقسيم العمل مع الحلفاء الاقليميين والدوليين في اشاعة التخويف من الاخرين خاصة روسيا والصين وايران، للعمل على تبرير تواجدهم ونشر قواعد عسكرية جديدة والمزيد من التدخل في مناطق مختلفة ومنها غرب وشرق وجنوب شرق اسيا وحدود اوروبا الشرقية والعودة الى مرحلة الحرب الباردة، بغية نهب ثروات هذه المناطق بذريعة توفير الامن للدول الحليفة لها، وبالتالي الحيلولة دون الحاجة الاكثر ضرورة لدول العالم الا وهي توفير الامن والسلام والتنمية المستديمة.
واعتبر العميد دهقان، الهجوم الاميركي الاخير على الاراضي السورية والذي تم خلافا لجميع القواعد القانونية الدولية، بانه جاء في هذا السياق.
واكد بان عدم الاستقرار وانعدام الامن والعنف والارهاب في عالم اليوم بانها وليدة الظروف السائدة على العلاقات العالمية منذ 3 عقود وقد تم ايجاده وتنميته في سياق التثبيت العسكري للقطب الواحد من قبل اميركا واضاف، ان الطريق الوحيد للخروج من هذه الظروف هو العبور نحو نظام جديد مبني على التعددية القطبية بمؤشرات مهمة مثل رفض التسلط الاقليمي والعالمي.
واعرب وزير الدفاع الايراني عن اعتقاده بان النظام الجديد يجب ان يكون مرتكزا على المبادئ التالية:
1-المكافحة العالمية المشتركة ضد الارهاب والتطرف والعنف.
2-احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
3-الاحترام المتبادل والحوار البناء واحلال المنطق والحوار بدل السلاح.
4-ايجاد وتقوية الاواصر الاقليمية الداخلية.
وفي هذا النظام الجديد تكون المؤسسات الدولية المعنية بحفظ الامن والسلام قادرة على اداء رسالتها خارج ارادة القوى الكبرى.
واعتبر العميد دهقان ان النظام الجديد سيكون رهنا بالظروف التالية:
-وقف استراتيجيات اميركا المدمرة والتدخلية والداعية للحرب.
-وقف الدعم من جانب اميركا وبريطانيا والسعودية وسائر حماة الارهابيين.
-الاقرار بالحق التاريخي للشعب الفلسطيني للعودة الى الاراضي المحتلة وايجاد امكانية تحقيق ارادتهم في تقرير المصير.
-صون ودعم اللاعبين المهمين والموفرين الرئيسيين للامن والسلام، لاستمرار السيادة الشعبية.
وتابع وزير الدفاع الايراني، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى بانه لا اميركا ولا اي دولة اخرى قادرة على الوصول الى اهدافها السياسية والتوسعية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وشبه القارة من خلال دعم الحرب والارهاب والمنظمات الارهابية.
وقال، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتقد بانه لو لم يتم القضاء على الارهاب العسكري في سوريا والعراق، سيتعرض قريبا جميع حماة الارهاب الصغار والكبار ومنهم السعودية وتركيا واميركا واوروبا، لاكثر الاعمال الارهابية وحشية.
واضاف العميد دهقان، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى بان الجبهة المتبلورة في سوريا من قبل روسيا وايران والحكومة السورية القانونية والشرعية وشعب سوريا المقاوم، ستتغلب على الارهابيين وستكون المنطقة والعالم اكثر امنا واستقرارا في نهاية هذه المواجهة.
واكد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبعزم راسخ وشعور بالمسؤولية الانسانية ستواصل دعمها للحكومة القانونية والشرعية في سوريا والعراق ومطالب الشعب اليمني المظلوم والمكافحة الحازمة والمصيرية ضد التيارات الارهابية والتكفيرية في جميع مناطق الصراع.
واضاف، اننا نعتقد جازمين بان الازمات القائمة في دول العراق وسوريا واليمن وسائر مناطق الصراع ليس لها اي حل عسكري وان طريق الحل الوحيد هو اجراء المفاوضات الداخلية من دون اي تدخل اجنبي.
وتابع، اننا سنواصل تعاوننا مع الدولة القوية روسيا في مواجهة التيارات الارهابية حتى النهاية وسنقوم في هذا السياق عبر الرصد الذكي والواعي بوضع وتنفيذ الاجراءات اللازمة في التصدي واحباط مخططات وبرامج واجراءات الدول الراعية للارهابيين في مختلف المستويات الاستراتيجية والسياسية والعملانية.
وقال العميد دهقان، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي هي نفسها اكبر ضحية للاسلحة الكيمياوية وتعرضت على مدى اعوام طويلة في ظل اتهام مزعوم الى اجراءات الحظر الاكثر لاانسانية ولاقانونية وقساوة، تعارض اي نوع من انتاج وتخزين واستخدام الاسلحة الكيمياوية.
واكد بان ايران ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي لكنها بالمقابل ستتصدى جديا لاي تهديد وعربدة من جانب اميركا والدول المرعوبة من نظام الهيمنة وترى بان الاستخدام السلمي للطاقة النووية يعتبر حقا طبيعيا لجميع الدول وليس بامكان اي مرجع منع هذا الحق ونعتقد في الوقت ذاته بان ارادة عالمية يجب ان تتبلور لنزع السلاح النووي وينبغي على الاقل في الشرق الاوسط تجريد "اسرائيل" من اسلحة الدمار الشامل ومنها الكيمياوية والنووية لضمان مستوى ما من الامن في المنطقة.
واعتبر وزير الدفاع الايراني عبارة "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" المكررة والمثيرة للسخرية لا يمكنها ان تشكل اداة لاخذ الامتيازات السياسية والعسكرية من الدول واضاف، اننا نعتقد بان ازمة شبه الجزيرة الكورية لو تحركت نحو الخيارات العسكرية ستكون لها تداعيات مدمرة وعالمية. انني اعتقد بان الامن العالمي تابع لتغيير سلوك اميركا وابتعادها عن التدخل واثارة الحروب على مستوى العالم وعدم دعم السيناريوهات البالية المرتبطة بامن "اسرائيل" في المنطقة.
واكد بان اي رؤية تعتمد اجراءاتها في الاساس مواجهة اتساع نفوذ ايران في المنطقة وتتجاهل الحقائق التاريخية لتبلور دول المنطقة والعلاقات بينها، محكومة بالفشل منذ البداية، وان هزائم اميركا المتتالية في سوريا والعراق ولبنان وافغانستان دليل على هذه الحقيقة.
وفي الختام اعرب العميد دهقان عن امله بان يتمكن المؤتمر من اتخاذ خطوات مؤثرة للمعرفة والتعاون بين حكومات وشعوب العالم للوصول الى نظام عالمي واقليمي منشود.
المصدر: وكالة انباء فارس