في هذا السياق، توضح مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن الجيش السوري، الذي كان قد نجح في السيطرة على حلفايا في طريقه نحو تأمين مدينة محردة، توسع في هجومه عبر محور بطيش-الترابيع، ما اضطر الفصائل إلى الإنسحاب باتجاه اللطامنة وكفرزيتا، ومن ثم واصل تقدمه نحو زلين واللويبدة وزور أبو زيد وزور الناصرية، وتشير أيضاً إلى السيطرة على الزلاقيات إضافة إلى التقدم عبر زور الحيصة غربي طيبة الإمام، وتضيف: "المعلومات في الوقت الراهن تتحدث عن رغبة الجيش في إستكمال المعارك باتجاه إستعادة السيطرة على كامل حدود محافظة حماه الإدارية عبر السيطرة على اللطمانة وكفرزيتا ومورك"، وتتابع: "بعد ذلك ستكون المواجهة في البلدات التي تقع على الحدود بين محافظتي أدلب وحماه".
في الإطار نفسه، لا تستبعد المصادر أن تكون " قوات سوريا الديمقراطية " مشاركة في معركة إطباق الحصار على معقل المعارضة المسلحة في أدلب، خصوصاً بعد أن أقدمت على تسليم قرية باشمرا شمالي حلب إلى قوات الجيش السوري، في حين هي كانت سابقاً قد أعلنت الإتفاق مع الجانب الروسي على إقامة قاعدة عسكرية في عفرين، وتلفت إلى أن هذه القوات تحدثت في أكثر من مناسبة سابقاً عن أن لا مانع لديها من المشاركة في عملية تحرير أدلب من الجماعات المتطرفة في حال طلب منها ذلك.
على صعيد متّصل، تلفت مصادر أخرى أن الساحة الأدلبية، التي كانت المكان الذي تجمع فيها أغلب المسلحين المنسحبين من مناطق أخرى في السنوات الأخيرة، ربما تكون الساحة الأسهل من أجل العمل فيها بالنسبة إلى الجيش السوري، لا سيما في ظل غياب التفاهم مع واشنطن من أجل المشاركة في معركة تحرير الرقة، وتضيف: "واشنطن على ما يبدو لا تريد أن يشاركها أحد في تلك المعركة حتى تركيا التي كانت تطالب بإبعاد الأكراد عن المعركة وتقدم أوراق إعتمادها".
وتوضح المصادر نفسها، عبر "النشرة"، أن القوى الداعمة لفصائل المعارضة سعت إلى عرقلة التقدم الذي كان يحرزه الجيش السوري بعد أن وصل إلى حدود منبج في ريف حلب، من خلال المعارك التي سيطرت على المشهد العسكري مؤخراً، أبرزها تلك التي أطلقت في ريف حماه وعلى مقربة من العاصمة دمشق وفي درعا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على حادثة خان شيخون، التي لا تزال تثار حولها العديد من علامات الإستفهام، التي كانت السبب الرئيسي في عودة التوتر إلى العلاقات الروسية الأميركية نتيجة إستهداف الولايات المتحدة قاعدة الشعيرات الجوية.
من وجهة نظر هذه المصادر، دمشق نجحت في إستيعاب ما حصل والعودة من جديد إلى التقدم في الميدان، خصوصاً في ريف حماه، لكنها تشير إلى أن الإقتراب نحو أدلب لن يكون بالسهولة التي يتصورها البعض، لا سيما أن المنطقة باتت المعقل الأهم لقوى المعارضة المسلحة من كافة الأطياف، وترى أن هذا الأمر قد يعيد إلى الواجهة قضية الفصل بين "المعتدلين" و"الإرهابيين" بهدف عرقلة تقدم الجيش السوري، وترجح أن يصار في مرحلة أولى إلى إطباق الحصار عليها عبر 3 خطوط رئيسية: ريفا حلب الغربي والشمالي، ريف حلب الجنوبي، ريف حماه، وبعد ذلك يتم البحث في الخطة الأفضل من أجل إستعادة السيطرة عليها، خصوصاً أن هذه المعركة تتداخل فيها العديد من العوامل الإقليمية والدولية.
المصدر: موقع النشرة