انك المهدئ الدائم لهم..
هاهم يعبرون على آثار اقدام ابائهم التي انزلق من تحتها جسر الأئمة..
هاهم قادمون اليك.. من تقاطعات الشوارع، باعة السكائر، باعة الشاي، حملة الشهادات، العاطلون عن الأمل..
إنهم اصدقاؤك المسجونون في الهواء الطلق.. سوف يهزون شباكك بعنف شديد الدمع، فاعذرهم..
إنهم انبياء المحن، العابرون فوق حروب الكون، يأتونك مشيا على الأقدام، موظفين، طلابا ينتظرون نتائجهم، أمهات، آباء، ابناء، كلهم ينتظرون موعدهم معك لتمنحهم جرعة من الصبر لعام قادم..
يتحملون انتقاد الآخر الذي يتهمهم بالشرك، لكنهم مؤمنون انه الحب المقدس، يطوفون عليك كما يطوف الشعراء حول بيت القصيد..
لذلك أيها السجين الحر.. استقبل أحرارك السجناء..
هم قادمون من كل فج جريح، يجرون أذيال الحزن، ويعانون من ضباب الغد وسواد الأمس..
فتقبل وصالهم الذي لم تمنعه المفخخات، ولم تتمكن منه بعض النفوس المريضة، في شعب يقدس الآخر شرط أن لايكون مسلما من غير طائفته..
يتحملون جهل الجهلاء الذين لايعرفون معنى ثقافة الرمز..
سيربطون أثوابهم عند شباكك.. لكي يحجزوا موعدا قادما معك..
أبسط أدعيتهم هو أن يبقوا أحياءً عند (شعبهم) يرزقون! كي يزوروك في العام القادم..
فما أصغر احلامهم وما أعظم همومهم..
استقبلهم ايها الكاظم..
انهم يكظمون كل شيء الا حبك..
فسلام عليك وانت تستقبلهم..
وسلام عليهم وهم باتجاهك