المعرض انطلق مطلع سبعينات القرن الماضي، وعاش دورات زاهية في العديد من السنوات، لكنه مرّ في ظروف صعبة عندما انعكست عليه التطورات الأمنية التي عاشتها المدينة في فترات متفاوتة ومتقطعة بدءا من الحرب الأهلية 1975، ثم أحداث الثمانينات الداخلية، وتفاعلات ما بعد 2008، دخولا في تطورات الأحداث السورية.
كان من الطبيعي أن يتراجع وهج المعرض، والدور الثقافي الطليعي الذي شهده في انطلاقته، من جذب لمئات الدور العربية واللبنانية، لكن المعرض صمد، وأصرت أمه "الرابطة الثقافية" على إقامته دون انقطاع، مفضلة وَهَنه على نهايته، وساعية لاستعادة عزه.
وفي دورته الحالية، يستعيد المعرض تدريجياً، وببطء، شيئا من نشاطه، ويتزايد الإقبال عليه، حيث يؤمه يوميا آلاف المواطنين. وإذ ناهز عدد قاصديه السنة الماضية الخمسين ألفا، فإن منظمه رئيس الرابطة الثقافية رامز فري يتوقع أن "يزيد العدد في الدورة الحالية"،حسب بيانه مضيفاً: "لا أستغرب أن يصل العدد إلى الستين ألفا، يشجعني على توقع ذلك ما يشهده المعرض في الأيام الأولى لانطلاقته، حيث ناهز الخمسة آلاف يوم الافتتاح، وتزايد الرواد يوميا”. رأى فري أن ارتياد المعرض بوفرة يعبر عن "توق الناس للثقافة، وأيضا لحياة طبيعية بعيدا من أجواء التشنج، والتوتر الأمني التي لا نزال نعاني تداعياتها تباطؤا على مختلف مستويات الحياة العامة في طرابلس.
وأكّد فري أنه "رغم تراجع دور النشر البيروتية والعربية عن الحضور إلى المدينة، والمشاركة المباشرة في المعرض، ولذلك أسبابه الموضوعية، إلا أنها كلها متمثلة فيه عبر دور نشر ومكتبات محلية، ويمكن العثور، او تأمين، أي كتاب مطلوب في المعرض".
على صعيد دور النشر، فإن آراءها تتفاوت في اليوم الرابع لانطلاقته، فبينما تشاءم دار طرابلسي معروف من أجواء المبيعات، ذاكرا أنها "أقل من العام الماضي"، فإن دارا أخرى لم توافقه الرأي، وقال صاحبها أحمد خليفة إن "المواطن يحتاج للخروج من أجواء الضغط والتوتر، ولذلك يتجه نحو الرواية، وهذا ما نلمسه من الجمهور، ويشهد جناحنا مبيعات مقبولة على هذا المستوى".