وبحسب تقرير حديث نشره موقع بيزنس إنسايدر، فإن حجر أساس زوال الهواتف الذكية يُدشن قطعة قطعة من قبل إيلون ماسك ومايكروسوفت وفيس بوك وأمازون وعدد من الشركات الناشئة التي تُشكل جزءاً أساسياً في اللعبة.
وعلى أرض الواقع، ستختفي الهواتف الذكية عندما تصبح الأشياء "العجيبة" و"الغريبة" أمراً حقيقياً وواقعياً يحيط بكل شخص، ليس فقط فيما يتعلق بالأجهزة والمنتجات الفردية، بل من حيث الطريقة التي يعيشها البشر ضمن حياتهم اليومية، ولعل خير دليل على ذلك تنامي تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي.
يعتقد المستخدمون أن الهواتف الذكية "ثورة في عالم التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية"، فهي صغيرة بالقدر الكافي لحملها في أي مكان، وزاخرة بالعديد من المهام الممكن إنجازها يومياً بسهولة، ومزودة بكامل الأجهزة الاستشعارية والكاميرات والتطبيقات التي تسهل التواصل وعمليات البحث والدفع الإلكتروني وغيرها.
لكن، من منظور آخر، بدأت الهواتف الذكية تُقلص مفهوم الاحتياج الدائم لأجهزة سطح المكتب واللاب توب، بإدراج المدخلات الافتراضية والتعامل معها عبر الشاشة اللمسية، ثم انتقل الأمر بعد ذلك إلى التفاعل مع الأجهزة عبر الأوامر الصوتية والحركية، لتأتي مرحلة جديدة وهي أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز، فهي عملية تنقيح أكثر منه ثورة.
ينتقل التغيير والتطوير بسلاسة، وخطوة خطوة، فلا تزال جميع التجارب والتكنولوجيا الحديثة في مراحلها الأولى، فمثلاً شركات مايكروسوفت وفيس بوك غوغل تعمل بشكل مستقل على أجهزة الواقع المعزز والافتراضي، لتخلق صوراً ثلاثية الأبعاد مباشرة أمام أعين المستخدمين، مثل نظارات هولولينز للواقع المعزز، حيث تتوقع مايكروسوفت أن تحل محل كافة الشاشات داخل المنزل، بما فيها الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون.
على صعيد آخر، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل "أبل سيري" و"أمازون أليكسا" و"مايكروسوفت كورتانا" و"سامسونغ بيكسباي" تصبح أكثر ذكاء من قبل وتتطور رويداً رويداً، إلى أن تسيطر على كافة حواس الإنسان سمعياً وبصرياً، أي اندماج الحياة الواقعية مع التكنولوجيا بشكل أكثر سلاسة من أي وقت مضى، حيث قليل من الأجهزة المشتتة للنظر، كثير من التوازن والتركيز، بفضل زرع رقائق كمبيوتر في الجسد، لتربط بين أدمغة البشر بالآلات دون واجهات مادية، وهذا ما يعكف عليه حالياً إيلون ماسك، وأيضاً فيس بوك.
وأخيراً، فإنه في الوقت الذي يُقال فيه إن الهواتف الذكية تمنح المستخدمين القوة العظمى للوصول إلى المعرفة وإنجاز المهام في غمضة عين، فإنه قريباً ستُسحب هذه القوة العظمى لصالح تقنيات الذكاء الاصطناعي والشرائح الإلكترونية التي تُزرع في المخ التي تعطي الدماغ البشري القوة، لتنهي عصر الهواتف الذكية وتبدأ عصراً جديداً يصبح فيه العصر المادي والتكنولوجي شيئاً واحداً.