فوكوياما: التهديد الرئيسي الذي يشكله الإرهاب هو المبالغة في رد الفعل

قال الفيلسوف الأميركي المشهور فرانسيس فوكوياما إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينتهج سياسة خاطئة بتضخيم التهديد الذي يمثله "التطرّف الإسلامي" ضد الولايات المتحدة، وإنّ هجمات "الذئاب المنفردة" التي تشهدها دول العالم وتتبناها التنظيمات الإرهابية إنما تدلّ على ضعف هذه التنظيمات، معتبراً أنّ المبالغة في ردود الفعل تصب في مصلحة تلك التنظيمات.

ووصف فوكوياما في مقابلة مع موقع CNN نهج ترامب المتعلّق بمكافحة الإرهاب بالخطوة في الاتجاه الخاطئ، وأضاف "التهديد الرئيسي الذي يشكله الإرهاب هو المبالغة في رد الفعل، إما عن طريق القيام بأشياء غبية مثل غزو العراق، أو عن طريق قمع حرّيات المدنيين داخل الولايات المتحدة".

وتابع فوكوياما "أعتقد أن ترامب يتحرّك بالضبط في الاتجاه الخاطئ، وأنه سيزيد الطين بلّة، لأن هذا هو ما يريد الإرهابيون أن تفعل، يريدون أن يبالغ ضحاياهم برد الفعل والقيام بالأشياء التي تصعّد من توتّر الوضع، وأعتقد أنّ هذا هو بالضبط ما يروّج له ترامب الآن".

وبشأن تنظيم "داعش" وما إذا كان سقوطه سيؤدي إلى ظهور كيان أكثر فظاعة"، قال فوكوياما "ليس بالضورة.

أعتقد، أوّلاً وقبل كل شيء، تنظيم القاعدة، يكن أحد نتائج غزو أميركا للعراق، إذ تأسس قبل ذلك، ولكنني أعتقد أن هزيمة داعش الوشية تؤذي مصداقيّته بشكل كبير، لأنه كان جذّاباً في المقابل الأول بسبب سيطرته على أراضٍ خلافاً لتنظيم القاعدة، وخلال عام آخر أو نحو ذلك أعتقد أن هذا لن يكون صحيحاً بعد الآن.

لذلك أعتقد أنّ هذه مشكلة لن تستمرّ إلى الأبد".

وشدّد فوكوياما على أنّ المشكلة الأكبر هي سوء إدراك الناس لما تعنيه الهجمات الإرهابية المنفردة حول العالم، قائلاً "المشكلة هي كيف تتفاعل مع ذلك، نعم، يمكن أن يكون هناك هجمات الذئاب المنفردة، ولكنني أعتقد أن الخطأ الأساسي الذي يُرتكب هو أنه عندما تهاجم الناس باستخدام شاحنة أو تقوم بإطلاق النار على الناس في مقهى، فإنّ تفعل ذلك لأنّك ضعيف أساساً.

إذا كنت قويّاً سيكون لديك دولة وجيش وأسلحة نووية أو أشياء أخرى من شأنها أن تجعلك قوة كبيرة.

هؤلاء ضعفاء في الأساس، ويتسببون في أكبر قدر ممكن لهم من الضرر، وهو في النهاية ليس كبيراً للغاية، لذلك يجب على الناس أن يُدركوا ميزان القوى، وأنّ ما يقوم به الإرهابيون هو دلالة على الضعف وليس القوة".

المصدر: سي أن أن عربية