نيما يوشيج واسمه الحقيقي علي اسفندياري ولد في قرية يوش في محافظة مازندران الشمالية على ساحل بحر قزوين عام 1895 لعائلة من المزارعين، وكان والده جريئا وقويا علم ابنه ركوب الخيل والرماية، بينما كانت والدة الشاعر امرأة متعلمة تقوم بتنويم ولدها الصغير من خلال رواية قصص شعرية من مختلف الرومانسيات الفارسية في القرون الوسطى.
تلقى الشاعر تعليمه من رجل الدين الوحيد في القرية التي يعيش فيها وقدمت له قرية يوش بانوراما خضراء رائعة بجبالها البارزة المغطاة بالضباب وغابات اشجار القيقب الملونة والتي غدت مصدر الهام لشعره.
وحينما بلغ نيما يوشيج الثانية عشرة من العمر سافر مع عائلته الى طهران ودخل هناك مدرسة «سانت لويس» الفرنسية ليتعرف على الشعر الفرنسي وهو صبي، وقبل أن ينهي مدرسته الثانوية وبتشجيع من استاذه نظام وفا بدأ بكتابة الشعر.
وكشاعر شاب بدأ بكتابة قصائده على النمط الكلاسيكي في الشعر الأيراني وانتهج اسلوب الشاعر خراساني، لكن معرفته بالادب الفرنسي منحته آفاقا جديدة للبحث حيث قدم في وقت لاحق الشعر الحر الجديد في الادب الفارسي .
نشر نيما اول مجموعة شعرية له بعنوان «قصة شاحبة» في عام 1921، وفي هذه المجموعة روى قصة حياته، ولم يخرج عن التقليد المتعارف عليه في الشعر الفارسي، لكن قصيدته السردية الطويلة المعنونة «أفسانة» والتي نشرت في تشرين الثاني من عام 1922 اعتبرت كأول قصيدة حديثة في الادب الفارسي وبشرت بقدوم موجة من الثورة الادبية الجديدة في ايران.
وبدأت القصيدة الفارسية تستريح من الايقاع الكلاسيكي المقفى والرتيب.
لقد كان نيما متسقا للغاية في جهوده للعثور على شكل شعري احدث لمنح عمله طلاوة وطعما فنيا وبسبب امتياز قصائدة بحساسية شديدة وبساطة في التركيب تم استيعابها وفهمها بسهولة وتم تقييمها وتقديرها.
لقد كان محور معظم اعمال نيما يوشج الشعرية هو الانسان، نيما هو شاعر الملاحم والاخرين دائما جزء من حياته حيث يقول أن «نواة شعري دائما هي الالم وبتصوري فان على الشاعر ان يكون قد عانى منه وان المي هو الذي يدفعني لكتابة الشعر».
المصدر: الوفاق