كما أن تحية الإنسان لأخيه الإنسان هي السَّلام التي تتكرر على مدار 24 ساعة، وهو كذلك تحية أهل الجنة قال تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) يونس: 10، والسلام هو اسم من أسماء الله الحسنى.
وأكد فضيلته في حديثه الأسبوعي على الفضائية المصرية، أن كلمة السلام مادة حية حقيقية تتحرك أمام عين المسلم ليل نهار، وقد وردت ومشتقاتها في القرآن 141 مرة، بينما وردت كلمة الحرب 3 مرات فقط، وهذا فرق هائل بين الدعوة للسَّلام والتنفير من القتال، ويدلل أن الحرب في الإسلام حربٌ دفاعية وليست هجومية، وأن غير المسلم دمه معصوم مثل المسلم تمامًا إلا في حالة اعتدائه وإشهاره السلاح، مشددًا على أن مخالفة الإنسان لأخيه الإنسان في الدِّين لا تُبيح القتل، فما خلقَ الله المخالفين في العقيدة لقتلهم.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن العلاقة التي يجب أن تسود بين الناس -وإن اختلفوا- هي علاقة "التعارف" التي نصَّ عليها القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالنداء في الآية عام لكل الناس، وتشير إلى أن الناس كلهم متساوون في الانتماء إلى أب وأم واحدة، ثم فُرِّقَ الخلق شعوبًا وقبائل ليتعارف بعضهم على البعض، ونظرية التعارف تستلزم أن تكون العلاقة بين الناس هي السلام، وهذه النظرية يجب التبشير بها، على عكس النظريات الكاذبة التي تدعو إلى صراع وصدام الحضارات، والتي بسببها اشتعلت الحروب بين الناس.
وأشار الطيب إلى أن نظرية الفوضى التي توصف بـ "الخلاقة" أغرقت شعوبًا ودولًا في دماء من أجل هذه الأكذوبة؛ لأن الفوضى لا تنجب إلا الهلاك والدمار، إذ كيف ينجب العدم الثبوت، مختتمًا حديثه بأن الذي يجب أنْ يسود بين الناس هو السلام وتبادل المصالح وليس صراع المصالح.
وكالة انباء التقريب