وحسب "رويترز" قال الجيش الأمريكي إنه ألقى قنبلة ضخمة من طراز جي.بي.يو-43 المعروفة باسم "أم القنابل" في شرق أفغانستان الخميس مستهدفا سلسلة من الكهوف يستخدمها متشددو تنظيم "داعش".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) آدم ستامب إن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا النوع من القنابل في عمليات قتالية. وأضاف أن طائرة من طراز إم.سي-130 رمتها.
فما هي قصة هذه القنبلة وما هي مواصفاتها…إنها القنبلة الأمريكية GBU-43 المعروفة باسم "MOAB" وهو اختصار لـ Massive Ordnance Air Burst، أي القنبلة ذات الذخيرة الضخمه التي تنفجر فى الهواء، وتعرف أيضا باسم Mother of All Bombs أو "أم القنابل"، وهي من أكبر القنابل التقليدية (غير النووية) في قوتها التدميرية، ومصممة لتدمير القوات البرية والمدرعات في مساحات شاسعة.
وبحسب موقع deagel يبلغ سعر الواحدة من هذه القنابل 16 مليون دولار أمريكي. وتم تطوير تلك القنبلة لصالح الجيش الأمريكي، في مختبر أبحاث سلاح الجو، وتم تصنيفها بأنها أقوى سلاح غير نووي تم تصميمه على الإطلاق، وذلك حتى اختبرت روسيا بنجاح قنبلة تسمى Father of All Bombs أو "أبو كل القنابل" وهي أقوى من القنبلة الأمريكيه بأربع مرات.
تم اختبار القنبلة الأمريكية لأول مرة في مارس/ آذار 2003، في قاعدة ايجلين الجوية في فلوريدا، ثم تم اختبارها مرة أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2003.
أنتجت أمريكا 15 قنبلة من هذا النوع في مصنع ذخائر McAlester في عام 2003 في إطار الحرب على العراق، ثم تم نقل قنبله "MOAB" واحدة الى الخليج الفارسي في أبريل/ نيسان 2003، ولكن لم يتم استخدامها، وبما أن الولايات المتحدة استخدمت واحدة منا اليوم في أفغانستان، فمن المفترض أن المخزون الأمريكي من قنابل MOAB هو 14 واحدة الآن.
نظام التشغيل الأساسي للقنبلة يحمل بعض التشابه مع القنبلة BLU-82 Daisy Cutter التي تم استخدامها في فيتنام لتهيئه موقع هبوط فوري للمروحيات الأمريكية وكذلك لتفجير ومسح المناطق المشجرة وتوفير دائرة مسطحة خالية من الأشجار قطرها 152 مترا.
وقنبلة "MOAB" ليست قنبلة اختراقية ولكن تم تصميمها للاستخدام في تدمير أهداف سطحية ضعيفة أو متوسطة لكنها تغطي مساحة واسعة من الأرض، أو من أجل تدمير الأهداف المحمية أو المخبأة في التضاريس الجبلية مثل الموجودة في الوديان العميقة أو داخل الكهوف وهو ما حدث اليوم في أفغانستان.
يحتوى بطن القنبلة "MOAB" على 18000 باوند من مادة "tritonal" المتفجرة، وهي مادة خليط (80%) من مادة TNT و(20%) من مسحوق الألومنيوم حيث يقوم الألومنيوم بزيادة سرعة انفجار مادة TNT التي تساعد بشكل كبير في زيادة الضغط الناتج عن الانفجار، وبذلك تصبح مادة "tritonal" أقوى بنسبه 18% من مادة TNT.
وتختلف تكنولوجيا تفجير قنبلة "MOAB" مع تقنية انفجار القنابل المخترقة الأخرى وذلك لزيادة مداها الأفقي المؤثر، فالقنابل المخترقة تضرب الأرض ثم تخترق الطبقات ثم تنفجر بهدف إطلاق كامل طاقتها التفجيرية، إما داخل الأرض أو بشكل مستقيم في الهواء، وذلك عكس ما تفعله القنبلة "MOAB" التي تنفجر قبل الاصطدام بالأرض، من أجل زيادة القوة التفجيرية على الجوانب بشكل أفقي.
وبدلا من أن يتم إلقاء القنبلة من خلال بوابات القاذفات، فإن القنبلة "MOAB" يتم دفعها من خلال الباب الخلفي لطائرات الشحن مثل الطائرة C-130 Hercules أو بالأخص طائرة MC-130E Combat Talon أو الطائرة MC-130H Combat Talon II حيث يتم وضع القنبلة على لوح متحرك في مؤخرة الطائرة ثم يتم سحب القنبلة واللوح المتحرك خارج جسم الطائرة بواسطة مظلة، ثم ينفصل اللوح المتحرك عن القنبلة ويدعها تهوي على الأرض (وهذا التكتيك يدعم استخدام طائرات الشحن C-130 كقاذفات) كما يمكن أيضا إلقاؤها من طائرة الشحن C-17 أو المقاتلات القاذفة طراز f 16 التي تتمتع بقدره أكبر على المواجهة من طائرات الشحن السابقة.