وقد نظّمت هذه المدرسةُ حفلاً لاستقبال الوفود تضمّن إلقاء تواشيح تغنّت بحبّ أهل البيت(عليهم السلام)، من ثمّ كلمة وجّهوا فيها شكرهم للشعب العراقيّ الكريم على وجه العموم والمرجعيّة الدينيّة العُليا وخدّام العتبات المقدّسة على وجه الخصوص، مؤكّدين أنّ قلوبهم ودعواتهم مع الشعب العراقيّ في محنته التي يمرّ بها، وهم لا يملكون إلّا الدعاء لنصرة الحشد الشعبيّ والقوّات الأمنيّة العراقيّة في حربهم ضدّ الإرهاب الأعمى.
مؤكّدين أنّ من الاتّهامات التي تُوجَّه لأتباع أهل البيت(عليهم السلام) ومحبّيهم في هذه المناطق هو عدم حفظهم للقرآن الكريم، لذا أخذ ممثّل المرجعيّة الدينيّة العُليا في باكستان سماحة الشيخ محسن علي النجفي على عاتقه تأسيس هذه المدرسة، التي لا تخرّج حفّاظاً للقرآن الكريم فقط بل متقنين لمعانيه وشرح مفرداته، وهم يتتلمذون على أيدي أساتذة وخبراء في مجال الحفظ ونشر الثقافة القرآنيّة.
تأسّست هذه المدرسة سنة (1422هـ - 2001م) وهي قد أكملت أكثر من (15) سنة دراسيّة، وتخرّج منها مئات الحفّاظ الذين يُشاركون الآن في مختلف المحافل والمسابقات القرآنيّة في داخل وخارج باكستان ويحصلون على مراتب متقدّمة، كما أنّ هذه المدرسة ليست للتحفيظ فقط بل يتلقّى فيها الطلبة البراعم الدراسة الأكاديميّة الرسميّة للبلاد، وهي بحمد الله تحقّق نسب نجاحٍ عالية متفوّقةً بذلك على أغلب المدارس الأكاديميّة الأخرى.
عضو وفد العتبة الحسينيّة المقدّسة الشيخ عزّام الربيعي ألقى كلمةً بالنيابة عن وفود العتبات المقدّسة وجّه فيها الشكر لمن ساهم وسهّل في أن تصل وفود العتبات المقدّسة في العراق إلى باكستان وهذه المناطق، كما أكّد للطلبة على ضرورة الاستمرار على هذا النهج القرآنيّ لما له من أثرٍ كبير على الفرد والمجتمع، مثمّناً الجهود الكبيرة التي تُبذل في هذه المدرسة والتي تساهم في دعم ورفد المجتمع الإسلاميّ بهكذا شخصيّات حافظة للقرآن الكريم ولمعانيه، وهذا أمرٌ مدعاة للفخر ونحن في هذه البقعة البعيدة.