وقد أُقيم المؤتمر على القاعة الرئيسة في جامعة الكوثر وسط تغطيةٍ إعلاميّة مكثّفة من عددٍ من وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة، حيث عدّه مراقبون للشأن الباكستانيّ أنّه الحدث الأبرز، حيث يجتمع هذا العدد الكبير من علماء المذاهب الإسلاميّة ومن مختلف المدن والأقاليم، ومن أجل وحدة الصفّ الإسلاميّ.
استُهِلّ افتتاح المؤتمر بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت قارئ العتبة العسكريّة المقدّسة صادق الزيدي، بعدها جاءت كلمةٌ ترحيبيّة ألقاها الشيخ النجفي ورحّب فيها بوفود العتبات المقدّسة وقدّم لهم الشكر على إقامة هذا الأسبوع الثقافيّ الذي من إحدى بركاته إقامة هذا المؤتمر الذي ضمّ علماء المذاهب الإسلاميّة، كما شدّد على ضرورة وحدة صفّ المسلمين لمواجهة التحدّيات التي تعصف بالأمّة الإسلاميّة.
بعدها ألقى عددٌ من العلماء كلمات أكّدوا فيها جميعهم على ضرورة توحيد الخطاب الإسلاميّ، وأنّ الاختلاف يجب أن لا يتحوّل إلى خلاف وتناحر بل يجب أن تشاع روح الوحدة والتحابب والتعايش السلميّ، وعدم الانجرار خلف المخطّطات التي تريد تمزيق وحدة الأمّة الإسلاميّة وإضعافها، داعين الحضور على ضرورة العمل بجهدٍ وخطى حقيقيّة وثابتة من أجل تغيير الواقع الذي تمرّ به الأمّة.
العتباتُ المقدّسة في العراق كانت لها كلمةٌ أيضاً في هذا المؤتمر ألقاها عضو وفد العتبة الحسينيّة المقدّسة الشيخ عزّام الربيعي، التي قدّم فيها التعازي للحضور باستشهاد الإمام الهادي(عليه السلام) ثمّ عرّج على ذكر نفحات من سيرته المباركة التي دعمت وأكّدت على وحدة صفّ المسلمين وتقويم دعائم الأمّة الإسلاميّة، داعياً إلى أن ينهل الجميع من فيض أهل البيت(عليهم السلام) الذين هم الامتداد الحقيقي لرسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وسيرتهم حافلة بالشواهد على تدعيم ركائز الأمّة الإسلاميّة، وعلى الرغم من الظروف الجائرة التي مرّوا بها وتعاقب الحكومات التي عاصروها (سلام الله عليهم) إلّا أنّهم كانوا مثالاً للورع والتقوى وحفظ وحدة المسلمين.
الجدير بالذكر أنّ العلماء المؤتمرون أثنوا على الجهود التي تقوم بها العتباتُ المقدّسة في مختلف الدول من أجل إشاعة ثقافة التسامح والوحدة، داعين إلى أن تتكرّر هذه المؤتمرات في رحاب العتبات المقدّسة في العراق.