طهران وموسكو تؤكدان تمسكهما بوحدة أراضي سوريا وتسوية أزمتها سلميا

الأربعاء 29 مارس 2017 - 11:19 بتوقيت مكة
طهران وموسكو تؤكدان تمسكهما بوحدة أراضي سوريا وتسوية أزمتها سلميا

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية والرئيس الروسي في بيان مشترك صدر بموسكو، تمسكهما بوحدة أراضي سوريا وتسوية أزمتها عبر السبل السلمية، بما فيها استمرار المساعي المشتركة الثلاثية بين ايران وروسيا وتركيا في هذا المجال.

وجاء في البيان ان الجانبين أكدا ضرورة استمرار الجهود المشتركة بهدف ارساء نظام عالمي عادل مبني على اساس الحقوق الدولية وخاصة ميثاق الامم المتحدة، وضرورة بذل مساع جماعية في تسوية المشكلات الدولية، وعدم مشروعية العقوبات أحادية الجانب ضد الدول لتحقيق مآرب سياسية، معلنين استعداهما للتعزيز التعاون وتطويره في إطار منظمة الامم المتحدة وسائر الاوساط الاقليمية والدولية.

وأضاف البيان: ان ايران وروسيا تؤمنان ان الارهاب وبكل اشكاله ومظاهره يعتبر احد اكبر الاخطار التي تهدد السلام والامن على الصعيد الدولي، والاستقرار الاقليمي والعالمي والتنمية المستدامة.. وأن اي اعمال ارهابية هي اعمال اجرامية وغير مبررة في اي زمان ومن قبل اي جهة ارتكبت، وشددتا على ضرورة المشاركة الدولية العامة لمحاربة الارهاب بناء على القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة واحترام سيادة الدول التي تضررت بشكل مباشر من الهجمات الارهابية وبمنأى عن المعايير المزدوجة.

وفي هذا الاطار اعرب الرئيسان ترحيبهما بالمصادقة على مبادرة الرئيس روحاني في الامم المتحدة "نحو عالم ضد العنف والتطرف (WAVE)"، مؤكدين على تركيز الجهود العالمية على الوقاية من التطرف والعنف، وكذلك ضرورة المواجهة العالمية للفكر التكفيري باعتباره المحرك الرئيس لتوجه الشباب نحو التنظيمات الارهابية.

وأدان الجانبان تصاعد الهجمات الارهابية في مختلف مناطق العالم بما فيها اغتيال السفير الروسي في انقرة والهجمات الارهابية ضد السفارة الايرانية في بيروت وبغداد والسفارة الروسية في دمشق.

ولفت البيان الى ان الجانبين أكدا على عدم انتهاك مبادئ السيادة وتساوي حقوق الدول وكذلك ضرورة تجنب استغلال التنظيمات الارهابية والمتطرفة كأدوات لتحقيق المآرب السياسية والجيوسياسية، واعتبرا أن الارهاب لا صلة له بأي دين ومذهب وقومية.

وأعرب الجانبان في بيانهما المشترك عن الترحيب بالاتفاق النووي بين ايران والدول الست، وأشارا الى ان تنفيذ الاتفاق النووي بشكل مستقر يساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تأكيد الطبيعة السلمية للنشاطات النووية الايرانية، مشددين على ضرورة التزام كل الاطراف بهذا الاتفاق. وحق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية طبق معاهدة "ان بي تي"، فيما اكدت روسيا التزامها بتعهداتها حسب الاتفاق النووي.

ودعا الجانبان الى تطوير التعاون الشامل بشأن بحر قزوين في مختلف المجالات، بما في ذلك ضمان السلام والاستقرار والامن في المنطقة، وسلامة الملاحة والنقل متعدد الاغراض، والتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والحفاظ على الاحياء المائية ومكافحة التلوث الناجم عن النفط، وكذلك التعاون في مجال التجارة والسياحة والابحاث العلمية البحرية.

وأعرب روحاني وبوتين في بيانهما المشترك عن قلقهما من تردي الاوضاع في افغانستان وتنامي التهديدات الارهابية في هذا البلد من قبل العناصر المتطرفة، معلنين استعداد بلديهما لمواصلة بذل العون لتقوية السيادة في افغانستان وتبلورها كدولة مستقرة وديمقراطية مستقلة ومزدهرة، وأعلنا ترحيبهما ببدء المحادثات في موسكو لبحث سبل تقديم العون من اجل تسوية مشكلات افغانستان وتفعيل عملية المصاحلة الوطنية في هذا البلد.

وأكدت ايران وروسيا في البيان احترام استقلال سوريا ووحدتها وسيادتها ووحدة اراضيها، ودعتا الى تسوية الازمة السورية عبر السبل السياسية وفي إطار المبادئ المدرجة في القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن الدولي، وأعلنتا دعمهما الحازم لإجراءات الحكومة والجيش وقوات الدفاع الوطني طيلة السنوات الست في محاربة التنظيمات الارهابية وخاصة "داعش" و"جبهة النصرة" وسائر التنظيمات التابعة لهما، وأكدتا اهمية التعاون الثلاثي بين ايران وروسيا وتركيا في إجراء المحادثات السورية السورية في آستانا وإمكانية إقرار هدنة مؤثرة ومستدامة في سوريا، ووصفتاه انها خطوة هامة في نجاح محادثات جنيف تحت اشراف الامم المتحدة.

كما اكد الرئيسان الايراني والروسي دعمها لسيادة العراق ووحدة اراضيه والجهود التي تبذلها الحكومة العراقية في محاربة الارهاب وخاصة داعش وسائر التنظيمات المتطرفة المعادية في سبيل استعادة اراضيه، مستنكرين بشدة الاعمال الاجرامية التي يرتكبها الارهابيون ضد الشعب العراقي بمن فيهم الاقليات والتراث الثقافي في هذا البلد.

وأبدى الجانبان قلقهما من استمرار الحرب المدمرة في اليمن، واتساع نطاق النشاطات الارهابية في مختلف مناطق هذا البلد، ودعيا الى وقف إراقة الدماء في اليمن بأسرع ما يمكن، مؤكدين ضرورة تسوية الازمة عبر السبل السياسية وفي إطار المحادثات اليمنية اليمنية، ومحذرين من الكارثة الانسانية التي تطال شعب اليمني، ومشددين على رفع الحصار الغاشم عن هذا البلد وإرسال المساعدات الى اليمنيين.

وفي الشأن اللبناني، رحب الرئيسان الايراني والروسي بالتطورات الحاصلة في لبنان والتي ادت الى تعاون المكونات السياسية في هذا البلد في التوصل الى حل لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، واعتبرا انها تشكل نموذجا مناسبا لحل سائر قضايا لبنان وتسوية الخلافات الداخلية لدول المنطقة الاخرى، معربين عن املهما بالحل العادل والمستقر للقضية الفلسطينية، ومؤكدين على ضرورة نيل حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد الجانبان اهمية التنسيق بينهما في إطار المنظمات متعددة الاطراف الاقليمية كمنظمة شنغهاي ومؤتمر التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا ومؤتمر حوار التعاون الآسيوي وسائر المنظمات التي تشارك فيها ايران وروسيا، بهدف زيادة فاعلية هذه المنظمات.

وأعلن الطرفان استعدادهما لتطوير تعاونهما في منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز بهدف تعزيز السلام والاستقرار فيهما في المجالات السياسية والاقتصادية وسائر المجالات وضمن الصيغ متعددة الاطراف وبمشاركة دول المنطقة.

وفي الختام، أكد الجانب الروسي على دعمه الثابت لرغبة الجمهورية الاسلامية الايرانية بالانضمام الى منظمة شنغهاي للتعاون كعضو تام الصلاحية، داعيا هذه المنظمة الى دراسة هذا الموضوع بأسرع ما يمكن.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 29 مارس 2017 - 10:29 بتوقيت مكة