وأفاد موقع العتبة الرضویة الإخباري أن سماحة آیة الله السید إبراهیم رئیسي متولي العتبة الرضویة المقدسة أصدر بیاناً بمناسبة حلول العام الفارسي الجدید جاء فیه:
بسم الله الرحمن الرحیم
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی فاطِمَة وَأبیها وَبَعْلِها وَبَنیها وَالسِرِّ الْمُسْتَوْدَعِ فیها بِعَدَدِ ما أحَاطَ بِهِ عِلْمُك.
أبارك لکم جمیعاً وأهنئکم بحلول العام الجدید الذي تزامن مع ذکرى ولادة الصدیقة الطاهرة (سلام الله علیها) متمنیاً لأهلنا وشبابنا الأعزاء وعلى جمیع العوائل عاما مفعما بالبرکة.
ما یحدث للطبیعة عند حلول السنة الجدیدة هو حادث تتجدد فیه براعم وأوراق الأشجار ویضاف عام إلى عمر کل فرد، نحن في تحول الطبیعة هذا نرجو من الحق تعالى المسبب لهذا التغیّر والتحوّل أن یوجد فینا تغیرا وتحولا وأن یجعل هذا التحول الذي یحصل في هذا الزمان المنور باسم الصدیقة الطاهرة (س) یتصل بهذا المکان المنور بمنزلة ومرقد الإمام الرضا (ع).
معنى تواجد الزائرین بالقرب من المرقد المنور للإمام الرضا (ع) أو أي مکان آخر من الأماکن المقدسة، هو أننا نرید حیاتنا مرتبطة باسمائهم، ونرید أن تکون سیرتنا سیرة فاطمیة ورضویة وهذه رسالة مهمة لاحتوائها على نوع من الإرادة والاختیار.
الذین یأتون من أصقاع العالم إلى مشهد المقدسة یریدون أن یقولوا للأئمة (ع) نرید أن تقرن حیاتنا بأسمائکم.
النقطة الأخرى في العام الجدید هي أن کل تحول وتغییر یحتاج إلى إرادة جادة، إذا کان التحول في الحیاة الفردیة والحیاة الاجتماعیة مرافق لتصمیم من الناحیة العلمیة ومن الناحیة الحرکیة ینعم بحزم وبصیرة ستکون تلك الخطى والتحرکات خطى نحو التغییر.
نحن نرید أن تتغیر أنفسنا نرید أن یتغیر مجتمعنا ویتکامل وبالطبع هذا التغیر یتطلب حرکة جادة.
لقد خطى نظامنا وبلدنا العزیز خطوات کبیرة، أما في المجال الاقتصادي، فعلى الرغم من أن الأعداء یریدون أن تبقى أمتنا في ضائقة وتهدید یوجد لدینا سبیل للنجاة وهذا السبیل هو الاقتصاد المقاوم الذي أوصى به قائد الثورة الإسلامیة العام الماضي.
علینا الاهتمام بالقدرات الکثیرة الموجودة في داخل بلادنا، مثل الثروة الشبابیة الکبیرة التي تجعل من کل الساحات المتواجدة فیها ساحات مفعمة بالنشاط والنجاح.
لا ینقصنا شيء فی بلدنا، طاقات، وشعب صاحب إرادة أثبت في کل ساحات المواجهة مع الباطل أنه منشأ للبرکات.
إن شاء الله سنخطو في هذا العام ببرکة الاسم المبارك للزهراء (س) بإرادة وتصمیم نحو تحول وتغییر في المجالین الاقتصادي والاجتماعي ونبتعد عن کافة الآفات الاجتماعیة التي تهدد المجتمع.
ونأمل ببرکة الاسم المقدس للإمام الرضا (ع) أن یسیر رجال ونساء وشباب هذه الأرض بإرادة فولاذیة نحو إزالة کل المشاکل والمصاعب التي تعترضنا.
نحن بصفتنا خدمة الأهالي الأعزاء في هذه المحافظة المنورة نتعهد بالعمل بالقرار الصادر من قائد الثورة الإسلامیة والبنود السبعة الواردة فیه من حیث الاهتمام بالزائرین ومن حیث الاهتمام بالمحتاجین والفقراء.
في العام السابق بدأنا العمل من جهة الاهتمام بالزائرین خاصة الزائرین للحرم المطهر لأول مرة والمحتاجین ومن جهة الاهتمام بالمسائل الثقافیة أیضاً، ولکن علینا في هذا العام تکمیل هذه الخطوات وجعل آثار وبرکات هذا المكان المقدس ملموسة في حل مشاکل حیاة الناس، زائرین کانوا أو مجاورین.
نرید من أهلنا الأعزاء في خراسان الکبرى وبالخصوص من أهلنا في مشهد المقدسة الذین هم بمثابة المستضیفین لضیف الإمام الرضا (ع) تكثيف جهودهم ونشاطهم تجاه الضیوف، ومن الزوار الذین یتحرکون بحیویة ونشاط نحو الإمام الرضا (ع) لیستنیروا بنوره، أن یتغیروا وأن یکون هذا المکان لهم محلاً للتعلم.
شکراً لکم جمیعاً وأتمنى أن أکون خادما لائقاً للعتبة الرضویة المقدسة ولکل الزائرین والمجاورین الأعزاء.