كما أن الكثيرين كانوا يعتقدون بعد وفاة عبدالله بن عبدالعزيز وتربع الملك سلمان على سدة الحكم قد تدخل هذه القضية في مرحلة جديدة وسوف يسن الملك قانونا جديدا يسمح للنساء بقيادة السيارات ولكن بعد فترة من الزمن قد تبددت الآمال ولم يحصل أي تغيير في هذا السياق. فأصبحت قضية قيادة النساء مصدر قلق تتم مناقشته في مجلس الشورى من حين إلى آخر.
كما أن هذا الموضوع كان دائما مصدر اهتمام الكثير من علماء الدين والمسؤولين في المملكة العربية السعودية. فأعلن بعضهم خلال الشهرين الماضيين دعمهم لهذه القضية ومن بين هؤلاء يمكن الإشارة إلى الشيخ سعد الدريهم والشيخ عائض القرني الذي قال على صفحته عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر، أنه لا يوجد أي دليل شرعي على حظر قيادة النساء للسيارات ويجب على مجلس الشورى إعادة النظر في هذا الأمر.
إذ واجه هذا التعليق ردة فعل عنيفة من قبل بعض رجالات الدين وعلماء رفيعي المستوى في السعودية كالشيخ صالح بن فوان الفوزان الذي رد على الشيخ عائض القرني قائلا: دعم الشيخ عائض لموضوع قيادة النساء ناشئ عن تأثره بالافكار والثقافة الغربية كما يأتي معارضا مع شرع الإسلام.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الفتاوى ليس لها أي أساس في الدين ولاحتى في سنة الرسول(عليه الصلاة والسلام) وأن مواقف الحكومة السعودية إزاء قيادة النساء للسيارات تتعارض بين الفينة والأخرى والدليل على ذلك أنها تعتبر ركوب الخيل للنساء امرا جائزا كما أن الفروسية تعد من أكثر الرياضات إقبالا من قبل السعوديات بهدف المشاركة في مسابقات الفروسية (القفز على الحواجز وسباقات التحمل المعروفة بسباقات القدرة). وشهدت عدة مدن سعودية خلال الأشهر الأخيرة افتتاح أندية لتعليم ركوب الخيل للنساء، منها جدة والرياض. ويذكر أن الأمير الوليد بن طلال يعد من أكبر داعمي هذه الرياضة للنساء من خلال الإسطبلات المجهزة باسم شركته "المملكة" والتي تدير فريقا نسويا لرياضة ركوب الخيل يشارك في مسابقات دولية . بينما ركوب المرأة للخيل يوجب عليها أن تتبرج وتظهر أمام الرجال بلا حجاب وهذا الأمر يؤدي إلى جلب اهتمامهم وإثارة شهواتهم في حين أن السلطات تحرم قيادة النساء المحجبات للسيارات وتعتبره أمرا مخالفا للشرع.