لكن بين مُصدقٍ ومُكذِّب، هل كانت مدينة أطلانتس موجودة حقاً قبل أن يبتلعها المحيط؟ أم هي مجرد أسطورة يونانية شأنها شأن أساطير عديدة أخرى؟
تعددت الأقاويل عن هذه المدينة التي يُشاع أنها كانت ذات حضارة عظيمة ليس لها مثيل. وبحسب الوصف الذي كتبه الفيلسوف اليوناني أفلاطون عنها: (فإن أطلانتس كانت جزيرة تتألف في الغالب من الجبال في جزئها الشمالي، وسهلٌ كبير مستطيل الشكل في الجزء الجنوبي للجزيرة. وهي بطول 555 كلم وعرض 370 كلم. أما المدينة فكانت دائرية الشكل بمساحة 17 كلم تقريباً تمتد عبر السهل حيث كان غالبية الناس يعيشون فيها.(
ويُكمل أفلاطون في وصفها أنها تقع ما وراء أعمدة هرقل ووُجدت قبل الحضارة الفرعونية العظيمة. لكنها غرقت في البحر قبل حوالي 1800 عام بعد أن كانت قوة بحرية عظيمة وحققت انتصارات وإنجازات عظيمة.
هل يُمكن أن تكون أطلانتس حقيقة؟
باستنثاء ما جاء في وصف أفلاطون، لم يعثر العلماء على مخطوطات أو أدلة حقيقية تاريخية تُشير إلى موقع هذه المدينة الفاضلة. وعلى الرغم من الترجيحات العديدة بخصوص احتمال تواجدها، لكن المُثير أن معظم المواقع المُفترَضة لا تتواجد في المحيط الأطلسي كما كان يتوقع البعض نسبةً إلى اسمها.
معظم المواقع التي تم اقتراحها عبر التاريخ تقع قرب البحر الأبيض المتوسط. ومن أبرز المواقع التي كانت ضمن تخمينات العلماء حول موقع مدينة أطلانتس:
نقلاً عن كهنة مصريين كما قال أفلاطون، فإن أطلانتس خاضت حروباً مع سكان جزر البحر الأبيض المتوسط القدماء، ثم غرقت في حوالي عام 9400 قبل الميلاد.
وحيث أن أطلانتس كانت جزيرة كبيرة يُعتقد أنها في المحيط الأطلسي الذي يُحيط بالقارات، فقد رجَّح البعض أنها في منتصف المحيط. واعتقد البعض أن أطلانتس كانت قد استعمَرت معظم العالم بعد خوضها حرباً مع اليونان وجُزر شرقي البحر الأبيض المتوسط قبل أن تغرق ويبقى منها عددٌ قليل من الجُزر المتناثرة، مثل جزر الأزور التابعة للبرتغال كما اعتقد البعض.
بشكلٍ أكثر تحديداً، في جبال الهقار وطاسيلي في جنوب الجزائر وتونس أو كليهما كما كان مُقترحاً. فقد ظن بعض العلماء أن موقع مدينة أطلانتس الحقيقي هو الصحراء الكُبرى في أفريقيا.
وبحسب وصف الكهنة المصريين، فإن الاستعمار الفرنسي كان قد اكتشف أن عالماً مفقوداً عُثر عليه في جنوب الجزائر، وأن ميناء قرطاج كان جُزءاً مصغراً من عاصمة أطلانتس الغارقة!
على الرغم من أن جزيرة مالطا مُستبعدة لتكون موقع المدينة المفقودة، لكن تكوين العالم قبل 12 ألف سنة يختلف عن التركيب الحالي له. ما يعني أن المكان قديماً كان مُختلفاً ويُمكن أن يكون الموقع المنشود.
ويستند العلماء في هذا التخمين إلى أن الجزيرة تحتوي على هياكل صخرية قديمة يعود تاريخها إلى 9000 سنة أو أكثر. وتُشير بعض الآثار إلى أن الجزيرة تعرَّضت إلى موجة كارثية ضخمة تم على إثرها تدمير جزء كبير من معالمها.
البعض يظن أن الآثار العملاقة التي وُجدت في البيرو وبوليفيا مثل آثار (تياهواناكو) التي يبدو أنها تعرضت لكارثة في التاريخ القديم أدت إلى تدميرها.
فأمريكا الجنوبية تتمتع بالأطلال الضخمة عبر المحيط الأطلسي ما يعني أنها يُمكن أن تكون موقع مدينة أطلانتس التي غرقت بفعل ارتفاع مستوى البحر بدلاً من أن يبتلعها المحيط.
اقترح الباحث باول دونبافن في الآونة الأخيرة أن آثار أطلانتس الغارقة تتواجد تحت الماء بين ويلز وإيرلندا. هذه المنطقة التي يُعتقد أنها كانت سهل أطلانتس الكبير كما وصفها أفلاطون.
وفي عام 2011م، ادعى فريق بحث أمريكي أنه عثر على آثار المدينة الأسطورية المفقودة تحت المسطحات الطينية جنوب إسبانيا. إذ يعتقد علماء الجيولوجيا أن المدينة غرقت بفعل أمواج المد العاتية شمالي (قادش) في إسبانيا.
وعلى الرغم من تعدد الآراء والاقتراحات في هذا الأمر، لكن لم يُعثر حتى الآن على أثار أكيدة ومدينة كاملة تُشير إلى موقع مدينة أطلانتس تحت الماء. ولا يزال موقع هذه المدينة الفاضلة لُغزاً يُحير العلماء.
ولا يُمكن اعتبارها مدينة حقيقية وهي حتى اليوم مجرد أسطورة أغريقية حتى يأتي أحدهم بدليل قاطع على وجود ما يُشير إلى حضارة أطلانتس الغارقة.
المصدر: الوفاق