هذا التقرير هو حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
المحافظات الشمالية في الجمهورية الإسلامية هي الروعة بذاتها والجمال بعينه، فهي خضراء مفعمة بالحياة في جميع أكنافها من جبال وأودية وهضاب وسهول وسواحل بحرية شاسعة، ومحافظة جيلان تتلألأ بينها كالجوهرة الثمينة، وأجمل ما فيها قراها وأريافها التي تبهر كل ناظر.
قرية " حيران " التابعة لمدينة " آستارا " هي واحدة من القرى الجميلة في محافظة جيلان رغم صغرها وقلة عدد سكانها حيث تقطنها 70 عائلة فقط، لكن نظراً لروعة أجوائها وجمال مناظرها فقد اصبحت قطباً سياحياً هاماً واختيرت ضمن المناطق السياحية النموذجية في إيران، لذلك يتوافد عليها الكثير من السائحين طوال أيام السنة لتفقد طبيعتها الغناء ومبانيها التراثية الفريدة من نوعها.
الطريق الجبلي الضيق المعروف باسم " گردنه حيران " هو أحد المعالم الطبيعية الخلابة في هذه القرية وهو يوصل بين مدينة آستارا ومحافظة أردبيل، ويقع في آخر محمية من محميات محافظة جيلان، وما زاد من جمال هذا الطريق الجبلي الواقع في نقاط شاهقة أنه يطل على سفوح محفوفة بالغابات الخضراء المفعمة بالحياة وكذلك يحاذي وادٍ ليس عميقاً جداً ويمر فيه نهر " أرس " الشهير في تلك المنطقة والذي يحدد الحدود الجغرافية الرسمية لكل من الجمهورية الإسلامية وجمهورية أذربيجان.
بسبب ارتفاع هذا الطريق الجبلي في معظم أيام السنة فهو غالباً ما يكون ملبداً بضباب كثيف وهذه الأجواء الرطبة جعلت الطبيعة الجبلية المحيطة به ترتدي حلة ملونة من الزهور المتنوعة وتلتحف بأعشاب خضراء قشيبة، لذلك يرتادها المزارعون لرعي مواشيهم ووجدوا فيها مكاناً مثالياً لتربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي الخالص، لذلك يرتادها محبو الطبيعة والباحثون عن الراحة والمنتجات الزراعية الأصيلة كالعسل.
ولا نبالغ لو قلنا بأن قرية " حيران " تعد واحدة من أجمل المناطق الطبيعية الخضراء في إيران بأسرها وليس محافظة جيلان فحسب، وكما ذكرنا فالطريق الواصل بين مدينة آستارا ومحافظة أردبيل قد أضفى لها جمالاً وروعة لا نظير لهما، والميزة المثلى الأخرى أن جميع نواحيها من جبال وأودية وسهول وهضاب تعتبر مناطق بكر لم تطلها يد التقنية الحديثة بحيث احتفظت بصبغتها الطبيعية الصرفة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن غاباتها وسهولها الخضراء مقسمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أذربيجان.
المصدر: تسنيم