هكذا انتصرت السينما الإيرانية على ترامب

الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 11:25 بتوقيت مكة
هكذا انتصرت السينما الإيرانية على ترامب

تحول مهرجان اوسكار السينمائي في نسخته الـ89 الذي شهدته مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية فجر الاثنين 26 شباط / فبراير، الى منبر عالمي للرد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقرارته العنصرية ضد المسلمين.

في حفل الاوسكار تكشّف جانبا من الوجه الحضاري والثقافي والفني لايران والايرانيين، عندما اختارت هيئة التحكيم الفيلم الايراني “البائع” للمخرج اصغر فرهادي كأفضل فيلم اجنبي، رغم مقاطعة فرهادي للمهرجان احتجاجا على قرار ترامب منع دخول مواطني سبع دول اسلامة من بينها ايران الى الولايات المتحدة الامريكية.

في البيان الذي أصدره بعد رفضه المشاركة في مهرجان الاوسكار، أكد فرهادي على أنه لم يحضر الحفل تضامنا مع الأشخاص الذين “لا يحترمهم” قرار ترمب حتى بعد ان علّقه القضاء الأميركي، وان “تقسيم العالم إلى الولايات المتحدة” و“أعداء الولايات المتحدة” يولد الخوف، وهو تبرير خادع للحرب والعدوان”.

الكثير من المحللين السياسيين ونقاد السينما رأوا في “الانتصار الايراني الحضاري” في مجال السينما، انتصارا على العنصرية والتعصب والانعزال، ودعوة للإنفتاح وبناء الجسور والتسامح، كما اظهر هذا “الانتصار” حجم الخطأ الذي ارتكبه ترامب ضد المسلمين، والذي جاء بنتائج خلاف ما كان يتوقعه ترامب، رغم ترويجه لـ”إسلام فوبيا” و“ايران فوبيا” خلال الانتخابات الرئاسية الامريكية وبعدها.

صحيفة “سكرين ديلي” السينمائية كانت قد كتبت قبل الاعلان عن الفائزين بالاوسكار، “ان فرص فوز فيلم “البائع” بجائزة الاوسكار قد ازدادت بسبب قرار ترامب العنصري، لان القرار جعل الفنانين يقفون الى جانب الفيلم الإيراني الذي يعد من أقوى المنافسين على الجائزة ضمن خمسة الأفلام المرشحة لاوسكار 2017″.

حركة المخرج اصغر فرهادي في اختيار من يمثله في الاوسكار، كانت في غاية الذكاء والحكمة، فقد اختار من بين الجالية الايرانية في امريكا المعروفة بنشاطها العلمي والتجاري في المجتمع الامريكي، رائدة الفضاء الإيرانية انوشه انصاري وعالم الفضاء البروفيسور الإيراني الشهير فيروز نادري، ليرسل من خلال هذا الاختيار رسالة الى العالم اجمع وفي مقدمتهم الشعب الأمريكي، ومفادها ان الايرانيين شاركوا في بناء الصرح العلمي لامريكا ومنذ عقود، وهذه الصورة تتناقض كليا مع مزاعم ترامب الخاوية بشأن الايرانيين.

 

السيدة انوشه انصاري هي من مواليد مدينة مشهد، وهي اول رائدة فضاء ايرانية تقوم برحلة الى الفضاء، وتحمل شهادة البكالوريوس في فرع هندسة الكمبيوتر من جامعة جورج ميسون فيما حصلت على شهادة الماجستير في فرع الهندسة الالكترونية من جامعة جورج واشنطن، اما البروفيسور فيروز نادري فهو مديرعام اكتشافات المنظومة الشمسية في ‘ناسا’ وكان يشغل سابقا منصب مساعد مدير عام تنظيم استراتيجيات معامل دسر المحركات النفاثة في “ناسا”، واُطلق اسمه في العام الماضي كوكب تثمينا لخدماته في وكالة الفضاء الامريكية.

 

البروفيسور نادري وفي حديث مع وسائل إعلام امريكية اشار الى السبب الذي كان وراء اختيار فرهادي له وللسيدة انصاري ليتسلما جائزة الاوسكار نيابة عنه، وقال اعتقد ان سبب اختيارنا هو ان انصاري رائدة فضاء وانا عملت في وكالة الفضاء الامريكية “ناسا”، فالإنسان الذي يبتعد عن الأرض وينظر اليها من فوق، فانه لا يرى اي حدود، وكل ما يشاهده هو كوكب الارض الجميل!.

 

فوز فيلم “البائع” الايراني بالاوسكار، و بيان المخرج فرهادي لدى مقاطعته مهرجان الاوسكار، ورسالته الى المهرجان التي تلتها انصاري، وتصريحات البروفيسور نادري المقتضبة عن سبب اختياره وانصاري لتمثيل فرهادي في المهرجان، وردود الفعل الواسعة على فوز الفيلم الايراني داخل امريكا وخارجها، كلها جاءت لتكشف عن عنصرية ترامب المقززة ازاء الايرانيين، وعن زيف وكذب وخداع كل ما قاله ويقوله عنهم.

 

 

المصدر: شفقنا

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 11:19 بتوقيت مكة