تتمتع محافظة الوادي الجديد بدفئها شتاء مع ندرة في الأمطار، كما أن الشمس تشرق في سمائها طوال العام، وترتبط بها ارتباطا وثيقاً، مما جعل منها جنة في الشتاء، وساهم في التفكير باستمداد الطاقة الشمسية المتجددة التي تعد من أهم مصادر الطاقة البديلة في العالم، وتسهم في حل مشكلات التلوث البيئي الناتج عن استخدام أنواع الطاقات الأخرى، ولاشك أن كل ما سبق من مساحة واسعة وتعداد سكاني قليل والشمس التي تملأ السماء طول العام، خلق من محافظة الوادي الجديد بيئة نظيفة لا يبدو عليها أي مظهر من مظاهر التلوث البيئي، بل وتظهر كمحمية صحية نظيفة تتزين بالعديد من الحدائق والأشجار والأزهار المتلونة التي تخلق جوا صحيا يعشقه الجميع ويحافظ عليه السكان.
ولقد كان تأثير التاريخ في أرض الوادي الجديد مميز، وله خطاه الواضحة المختلفة، فسمي مركز الخارجة بـ"الواحة العظمى"، وهو عبارة عن منخفض كبير في الصحراء، وقد كان لعاصمتها أسم مميز "هييس" بمعنى المحراب، أما الواحات الداخلة سماها الفراعنة "كنمت"، وعاصمتها "دس- دس" بمعنى "اقطعوا اقطع" دليلاً على قطع الأرض وشقها للقيام بزراعتها، وأطلق الفراعنة على مركز الفرافرة "تا- احت" والتي تعني أرض البقر.
ولقد عُمرت منطقة الواحات منذ عصور ما قبل التاريخ 5000 سنة ق.م، حتى أن محافظة الوادي الجديد لم تكن بهذا الاسم نهائياً حتى قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تعمير الصحراء الغربية وشق نهر النيل حتى يصل إلى واد مواز في الصحراء الغربية، وذلك لمد مصدر المياه إليها وتعميرها وزراعتها كباقي مدن مصر.
وقد كان لهذا التاريخ آثار متنوعة منها الفرعونية والقبطية والرومانية والإسلامية والفارسية، التي أصبحت من أهم المزارات التي يتميز بها الإقليم الآن، والتي أسهمت في ازدهار السياحة به، وجذبت أنظار المؤرخين ومحبي التاريخ إليها، وكل من يحب الاستجمام والهدوء والنقاء، ويمكننا ذكر بعض المعالم الأثرية الموجودة، مثل مقابر البجوات التي يرجع أنشاؤها إلى تاريخ هروب الأقباط من اضطهاد الرومان إلى المنطقة واستقروا في واحة الخارجة، واستأنسوا بكنائسهم التي مازالت موجودة حتى الآن، ومن أهمها كنيسة "الخروج" وعندما تم فك شفرات الكتابة بها، وجد أنها تحكي قصة خروج بني إسرائيل من مصر…ويبلغ عدد الأقبية 263 مقبرة.
كما توجد بعض الآثار الإسلامية في قرية القصر الإسلامية التي تقع شمال واحة الداخلة وتعد القرية الأولى التي استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام خمسين هجريا، ويوجد بها حتى الآن أجزاء من مسجد بني في القرن الأول الهجري، وعرفت في العصر الأيوبي حتى أنها كانت عاصمة الواحات، وبني بها قصر الحاكم وكان ذلك أصل تسميتها.
ومن الآثار الإسلامية الهامة أيضا قرية بلاط الإسلامية التي تقع على ربوة مرتفعة وتتميز بأن شوارعها ضيقة ومصنوعة من خشب الدوم والسنط، وزينت مداخلها بلوحات من الخشب منقوش عليها اسم كل مبنى وتاريخ بنائه وكتب عليها آيات من القرآن الكريم.
المصدر:سبوتنيك