وخلال استقباله الاربعاء حشدا غفيرا من اهالي مدينة آذربيجان الشرقية على اعتاب ذكرى انتفاضة اهالي مدينة تبريز في (17 شباط/ فبراير عام 1978) ضد النظام الملكي البائد، قال سماحته، ان العدو اليوم يسعى لفرض ضغوط على اقتصاد البلاد لخلق العقبات امام الشعب وتثبيط عزائمه.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى المشاركة الجماهيرية الملحمية الرائعة في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية واعتبر هذه المسيرات بانها كانت باعثا على الهيبة للثورة والجمهورية الاسلامية في ايران.
ووجه جزيل الشكر والتقدير من القلب للشعب الايراني واضاف، انه خلال العام الحالي لم تتحدث المصادر الداخلية فقط عن زيادة المشاركة الشعبية في الكثير من المدن بل ان اعداء الثورة ايضا وخلافا للاعوام الماضية استخدموا عبارة "المشاركة المليونية" لهذه المسيرات الباعثة على العزة وان لساني ليعجز حقا عن اداء الشكر للشعب.
واشار الى المحاولات المستمرة للـ "سي آي أيه" والموساد واجهزة الاستخبارات والتجسس البريطانية والدولارات النفطية الموظفة من قبل "القارونيين" لافتعال الاجواء ضد الثورة والجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف، انه على مدى العام تقوم المئات من القنوات الفضائية والاجواء الافتراضية والمفلسون الفارون من ايران بالعمل على اهانة وإضعاف واتهام النظام الا ان مشاركة الشعب العظيمة كانت كمطر الرحمة الالهية يوم 22 بهمن (10 شباط ذكرى انتصار الثورة الاسلامية) منظفا الاجواء المغبرة وكانت كالنهر الزلال والمبارك قد ازالت الملوثات.
ونوه الى ان غالبية الجماهير المشاركة لم تر القمع والاستبداد في عهد الطاغوت ومرحلة انتصار الثورة والدفاع المقدس الا انها جاءت الى الشوارع وشاركت في المسيرات عن وعي ومعرفة وادراك واضاف، الحضور الباعث على الامل وثبات الجيلين الثالث والرابع في ساحة الدفاع عن الثورة والنظام مؤشر الى نمو وسمو الثورة وهذه نقطة مهمة جدا وجديرة بالاهتمام.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية محاولات الاعداء بانها ترمي للايحاء بعدم فاعلية النظام وانها عبثية وبمثابة "دق الماء في الهاون" واضاف، اننا ككل مناطق العالم الاخرى لنا نواقص لن نتجاوزها اطلاقا الا ان العدو يسعى لتجاهل الانجازات المهمة جدا التي تحققت على مدى الاعوام الـ 38 الاخيرة وزرع الياس في نفوس الشعب.
وبالاستناد الى تقارير حقيقية، وصف منجزات البلاد خلال العقود الاربعة الاخيرة في بعض شؤون البنى التحتية بانها مذهلة واضاف، ان بعض هذه المنجزات والقفزات غير ممكنة عادة على مدى مائة عام ايضا.
ونوه الى عزة واقتدار الشعب الايراني اليوم على العكس مما كان عليه في العهد الملكي العميل والذليل لاميركا وبريطانيا وقال، ان الجميع اليوم يقر بعزة واقتدار الشعب الايراني والحضور الحاسم لايران وان الجميع يعلم بانه في جميع قضايا المنطقة تقريبا لن تتقدم الامور الى الامام دون حضور ايران وارادتها.
واعتبر سماحته، ذكرى انتصار الثورة نعمة الهية وفرصة ثمينة للاعلان عن مواقف ومطالب الشعب واضاف، ان الشعب الايراني اثبت بانه صامد امام الاعداء ويسعى لتحقيق الاسلام وتقدم النظام الاسلامي النابع من الشعب وان اي مسؤول اذا لم يكن مواكبا للشعب فان الشعب سيطرده بالتاكيد.
واشار الى العام الحالي والذي هو عام "الاقتصاد المقاوم، المبادرة والعمل" الذي يقرب من نهايته داعيا المسؤولين في الحكومة وسائر السلطات لتقديم تقارير للشعب عما انجزوه في هذا المجال.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية "البطالة والركود والغلاء" من مشاكل البلاد المهمة وقال، ان المسؤولين يبذلون مساعيهم بطبيعة الحال الا ان طاقات البلاد اكبر مما عليه وان الطريق واضح للخروج من المشاكل متعددة الابعاد.
واشار سماحته الى ما صرح به قبل 6 اعوام في مجال هدف العدو من تشديد الضغوط الاقتصادية واثباط عزم الشعب واضاف، انه على المسؤولين بذل الاهتمام التام بالقضايا الاقتصادية وبالطبع فان القضايا الثقافية والعلمية مهمة ايضا الا ان القضايا الاقتصادية هي في الاولوية في الرؤية قصيرة الامد.
وفي تحليله للهدف الحقيقي للحكومة الاميركية السابقة والحالية من تكرار خدعة "تهديد ايران بالحرب" واضاف، انهم يتحدثون اليوم ايضا كما في السابق عن الخيارات العسكرية على الطاولة وقد قال مسؤول اوروبائي لمسؤولينا ايضا "انه لو يكن الاتفاق النووي فان الحرب كانت حتمية" الا ان هذا الكلام كذب محض، وهم يريدون حرف اذهاننا عن الحرب الحقيقية اي المعركة الاقتصادية وتوجيهها نحو الحرب العسكرية كي لا يتمكن المسؤولون من التركيز على مجال التقدم الاقتصادي ويتخلفوا عن ركب الحرب الثقافية المناهضة للشعب الايراني.
وبالاستناد الى الاية الكريمة "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" اعتبر سماحته ان القوة المشار اليها في الاية لا تعني القوة العسكرية فقط بل كل الامور المؤدية الى تعزيز القدرات الداخلية.
واعتبر تحقيق النمو بنسبة 8 بالمائة وفقا للخبراء بانه ممكن شريطة التوظيف التام للطاقات الداخلية واضاف، ان المعنى الحقيقي للنمو هو نمو الانتاج وترسيخ الاقتصاد الداخلي اي الاقتصاد المقاوم وليس فقط بيع المزيد من النفط والذي هو بالطبع مفيد ايضا.
وانتقد سماحته من يضع يده فقط على النواقص ونقاط الضعف ويقوم بتضخيمها وقال، ان النقطة اللافتة بهذا الصدد هي ان هؤلاء العناصر هم انفسهم من اوصوا العدو بفرض الحظر.
وفي جانب اخر من كلمته اشار الى حادث "17 شباط /فبراير عام 1978) ، في تبريز واعتبره كالمحرك الذي تقدم بالشعب الايراني في مسار انتصار الثورة الاسلامية واضاف، ان اهالي اذربيجان كانوا من محاور النضال الاساسية في جميع التطورات الاجتماعية والسياسية المهمة خلال الاعوام الـ 130 الماضية كقضية (فتوى تحريم) التنباك والنهضة الدستورية والنهضة الوطنية لتاميم صناعة النفط والثورة الاسلامية والدفاع المقدس، وهذه هي هوية وتاريخ اذربيجان المفعم بالمفاخر.
كما اعتبر آية الله الخامنئي تعدد القوميات في البلاد؛ من ترك وفرس ولر وكرد وعرب وبلوج، فرصة قيمة لايران واضاف، ان العدو يحاول دوما خلق شروخ قومية ليعمل حسب اوهامه على استغلال اي تصدع حاصل لايجاد الزلزال في حين انه ليس هنالك اي تصدع في البلاد وان الشعب موحد ومتلاحم.
وفي الاشارة الى ما طرح خلال الايام الاخيرة تحت عنوان "المصالحة الوطنية" واعتبر هذا التعبير بانه لا معنى له وانتقد تضخيمه من قبل الصحف وقال، هل ان هنالك قطيعة في صفوف شعبنا ليتصالحوا؟ ليست هنالك قطيعة، وبطبيعة الحال فان شعبنا في قطيعة ولن يتصالح مع اولئك الذين اساءوا يوم عاشوراء (اثر الفتنة التي تلت الانتخابات الرئاسية 2009) وضربوا ذلك الشاب التعبوي بكل قساوة وبلا حياء بعد ان جردوه من ثيابه.
واضاف قائد الثورة، بالطبع فان الذين كانوا يعارضون اساس الثورة وكانوا يقولون بان "الانتخابات ذريعة وان هدفنا هو (ضرب) اساس النظام" هم حفنة ضئيلة وبمثابة القطرة الصغيرة امام بحر الشعب العظيم الهادر.
واكد سماحته بان الشعب الايراني صامد بكل وجوده وموحد ومتلاحم حينما تكون قضايا الاسلام وايران والاستقلال والصمود امام العدو، مطروحة، ومن الممكن بطبيعة الحال ان يكون هنالك خلاف بين شخصين في قضية سياسية ما الا ان هذا الامر ليس مهما ومؤثرا بل يعد امرا عاديا وطبيعيا.
واكد آية الله الخامنئي في الختام، انه ورغم جميع الانجازات المتحققة فاننا اتخذنا لغاية الان خطوة قصيرة فقط في مسار تحقيق اهداف الاسلام والثورة وينبغي ان نتخذ خطوات واسعة نحو المجتمع الاسلامي العادل والمتقدم والمقتدر المفعم بالعزة، ومن المؤكد انه في ظل مواصلة طريق الشعب والنظام سيكون النصر والمستقبل حليف الشعب الايراني الابي.