أضاف الكاتب النقّاش في حوار خاص لوكالة أنباء فارس في بيروت أنّ الجديد في خطابات الرئيس عون أنّها تصدر من داخل قصر بعبدا، أي بعد تسلّمه الرئاسة، لافتاً إلى أنّ ذلك يعني ثباته على مواقفه ما قبل انتخابه وما بعد انتخابه، معتبراً أنّ هذا الموقف سيكون له الأثر الكبير على اللبّنانيين عموماً، لأنّ رئيس البلاد اليوم يتّخذ هذا الموقف ويدعمه، مشيراً إلى أنّ ذلك يؤمّن الغطاء السّياسي والدبلوماسي والحقوقي للمقاومة في لبنان تجاه القِوى الأجنبية والعربية والقانون الدولي وغيرهم.
وحول التصعيد الأمريكي الأخير والصدامات السّياسية قال النقّاش أنّ هناك طرفيَن، الأول: الأطراف المتصارعة جزئياً في الأقاليم والتي تعتقد أنّها يجب أن تتحرك الآن كي توضّح موقف الإدارة الأمريكية الجديدة منها، فأوكرانيا الذي تحرّك هو الحكومة الأوكرانية لحشر الموقف الأمريكي وإجباره على اتّخاذ موقف ضدّ روسيا.
وأردف أنّه هناك أيضاً في المنطقة العربية يأتي التحريض السّعودي ومن معها والكيان الصهيوني على وجه التحديد الذي يقود هذه الأوركسترا، حيث يريد الكيان الصهيوني أن يستبق الأمور وأخذ موقف واضح من الإدارة الأمريكية وحملها على تأجيج التوتّرات، مشيراً إلى أنّ هذا التوتّر إن كان في أوكرانيا أو المنطقة العربية، فهو ليس التوتّر الوحيد، حيث هناك مشاكل أيضاً في شرق آسيا، لافتاً إلى أنّ الأخطر من كل ذلك، هو التوتّر الذي يحصل داخل الولايات المتحدة نفسها.
معتبراً أنّ موقف الإدارة الأمريكية سيدمّر كل ما حوله والضرر الأكبر من نصيب الإدارة نفسها لأنّها تتخبّط في كافة الاتجاهات، وبالتالي هذا ما سيضعفها ولن يسمح لها بحسم أي ملف من الملفات التي تتحرّك باتجاهها، لا في المنطقة العربية ولا أوكرانيا ولا حتّى في صراعها مع الصين وأمريكا اللاتينية، لأنّ المشكلات داخل الولايات المتحدة الأمريكية ستكون قوية جدّاً وستشلّ الإدارة الأمريكية، كما حدث في المقرّرات الأخيرة بمنع سفر رعايا سبع دول، وأجهض هذا المنع قاضٍ فيدرالي واحد وتظاهرات عمّت الولايات، ممّا كسر هذا القرار للرئيس الأمريكي، وتمّ كسره شخصياً أمام هؤلاء.
وعن مخرّجات لقاء الأستانة ومستقبل العملية السّياسية في سوريا قال: الدّول المشاركة في الحرب على سوريا، منذ البداية لم تكن راضية عن مقرّرات أستانة وتوجّهه، لكن ما حصل أن ذهب بعضهم، والبعض أيضاً سيذهب إلى جنيف وستُستكمَل المباحثات بمن حضر، إذ ليس بالضرورة حضور الجميع، مشيراً إلى أنّه وكما العملية العسكرية مكملة على الأرض، ستُستكمَل العملية السّياسية ولو جزئياً بغياب البعض عنها.
المصدر: فارس