وتخالج غالبية أفراد الجالية مشاعر الغضب والحزن والخوف على مستقبلهم، ففي حين يخشى البعض احتمال تنفيذ اعتداءات مماثلة في المستقبل، يشعر الآخرون بالأسف لعدم أخذ المسؤولين السياسيين على محمل الجد اعتداءات الكراهية الأولية التي تطالهم منذ فترة طويلة، وحتى بعد مرور أسبوع على المجزرة التي ارتكبها طالب معروف بأفكاره القومية المتشددة يوم 29 يناير المنصرم، لم تخف بعد حدة تأثر المسلمين في مقاطعة الكيبيك الكندية.
ويتحدث عديد من السكان عن غياب توقعهم لحدوث جريمة مماثلة، وقالت طالبة بجامعة مونتريال تدعى ورود حبيب "أستغرب فعلاً أن تقع جريمة مماثلة في الكبيبك"، وأضاف طالب آخر، بيير بونوا: "الكيبيك منطقة مسالمة وتلك الجريمة قد أشعرتنا بصدمة كبيرة. لقد دمرت تلك الأسطورة السائدة عن المنطقة".
غير أن بعض المسلمين يرون أن ظاهرة الإسلاموفوبيا قد تفاقمت في الكيبيك منذ خمس عشرة سنة، ولذلك فإن الحادثة الأخيرة ليست غريبة.
وأوضحت سما إليبياري، عضو بالمجلس الكندي للنساء المسلمات أن "مستوى العنف هو ما أثار استغرابنا في الواقع، وليست الحادثة لوحدها"، وزاد الصحافي عبدو زيراط "لقد وصلنا إلى أقصى ما يمكن للتحريض على الكراهية إنتاجه".
أما بخصوص سبب تزايد الكراهية ودوافع شاب بدون سوابق جنائية إلى ارتكاب جريمة مماثلة، فأكد العديد من المصلين بمسجد الكيبيك أن السبب يوجد لدى الجار الأمريكي إذ أن تصريحات الرئيس الجديد قد "جعلت من الكراهية والعنصرية أمرا تافها" حسب ما ذكرت الناشطة الحقوقية دليلة عواد، وإذا "خول السياسيون لأنفسهم حق إطلاق التصريحات العنصرية، فذلك يؤثر بالتأكيد على الكيبيك، كما أعزى مواطنون آخرون ارتفاع تلك الجرائم إلى نتائج استطلاعات الرأي الإيجابية بخصوص مارين لوبين رئيسة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا.
وعلى مستوى القادة المسلمين، فيرى البعض أن المسؤولين السياسيين قد أنكروا تزايد جرائم الكراهية التي تطال أفراد الجالية المسلمة، وارتفعت حالات تخريب المساجد وتدنيسها بوضع رؤوس الخنازير أمام مداخلها وذلك منذ عام 2007 عندما انطلق النقاش في البلاد حول ميثاق العلمانية وأوجد "مناخا غير سليم في كندا".
المصدر: إينا