اتفقت كلمة المؤرخين والباحثين على أنها ولدت في بيت النبي الأكرم (ص) في مكة المكرمة، وإنما وقع الاختلاف في تاريخ تلك الولادة، فقال أكثر علماء العامة: إنّها عليها السلام ولدت قبل البعثة، واختلفوا في عدد السنوات، فقيل: ولدت وقريش تبني البيت الحرام قبل النبوة بخمس سنين. وذهب الكليني في أصول الكافي الى القول بانها ولدت في السنة الخامسة من البعثة. وقال اليعقوبي: كان سنّها– عند شهادتها- ثلاثاً وعشرين سنة. مما يعني أن ولادتها كانت في السنة التي بعث فيها النبي الأكرم (ص) وهو عين ما ذهب اليه الشيخ الطوسي حيث قال: وبعد خمسة أشهر من الهجرة عقد رسول الله (ص) لأمير المؤمنين على ابنته فاطمة عقد النكاح ولها يومئذ ثلاث عشرة سنة.
وأمّا وفاتها فقد اتفقت كلمة المؤرخين من الفريقين الشيعة والسنة على القول بأنّها توفيت سنة 11 للهجرة، وإنما اختلفوا في يوم وتاريخ وفاتها، فذهبت جماعة من الباحثين الى القول بأنها عاشت بعد أبيها 24 يوما ومنهم من أوصل ذلك الى ثمانية أشهر. الا أن المشهور بين المؤرخين والمحدثين الشيعة أنها عاشت بعد أبيها مايقرب من ثلاثة أشهر. فاذا ضممنا ذلك الى رحلة النبي الأكرم (ص) في الثامن والعشرين من صفر يكون تاريخ وفاتها مطابقا للثالث من جمادى الثانية.
ومن هنا اختلفت كلمات الباحثين في عمرها ما بين 18 سنة و35 سنة. فاذا أخذنا بنظر الاعتبار تاريخ ولادتها الذي كان في السنة الخامسة من البعثة وشهادتها في السنة الحادية عشرة من الهجرة يكون عمرها قد تجاوز 18 سنة بقليل، وهذا ما تدعمه رواية معتبرة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام.
وجاء في مصادر الفريقين في كيفية انعقاد نطفتها أن النبي الأكرم (ص) اعتزل خديجة أربعين ليلة ثم عرج به الى السماء فلما عُرِج به تناول من رطبها فأكله فتحول ذلك نطفة في صلبه (ص) فلما هبط الى الأرض واقع خديجة فحملت بفاطمة (عليها السلام).