اندفاع أطفال المسجد الأقصى لحفظ القرآن الكريم

الجمعة 3 فبراير 2017 - 14:27 بتوقيت مكة
اندفاع أطفال المسجد الأقصى لحفظ القرآن الكريم

لم يثن اطفال الاقصى اقتحام المتطرفين اليهود لساحات المسجد لمواصلة حفظ القرآن الكريم، فهم يحافظون على مواعيد التحفيظ بدقة، وأهلهم يدعمونهم ويأتون بهم إلى المسجد دون تردد، رغم الاقتحامات المتكررة في الأقصى من قبل المستوطنين".

الصغيرة "نورا" ذات التاسعة من العمر، لم يثنها اقتحام المتطرفين اليهود بالأمس لساحات المسجد عن العودة في اليوم التالي لمواصلة حفظ القرآن الكريم، شجعتها أمها على الوصول عندما تركت أعمالها المنزلية، وجاءت لتوصيلها لمحفظتها قبالة باب المغاربة، إذ إن لم تأت يوماً إلى المسجد، تشعر أن شيئاً ينقصها، تقول لنا نورا: "وصلت إلى الجزء الثاني عشر من القرآن، وأتمنى أن أتم حفظه خلال عام فقط".

وتتابع نورا أخبار حفظة القرآن الكريم السابقين في المسجد الأقصى، مثل الطفلين الشقيقين يوسف وإبراهيم أبو غنام، والفتاة سما المهلوس، ذات السنوات الست. وتأمل بالالتحاق بهم.
 
التطوع في المسجد الأقصى
 
ومنذ عشر سنوات تواظب المحفظة أم أحمد 35 عاماً على التطوع في تحفيظ القرآن الكريم داخل المسجد الأقصى وساحاته، تعمل مع مجموع من المحفظات والمحفظين المتطوعين بشكل شخصي، دون تنظيم من أي مؤسسة.

وخلال الإجازة المدرسية، يلتحق الأطفال في المخيمات القرآنية داخل المسجد الأقصى، ويأتي ذلك كوسيلة للتشجيع الأطفال والأهالي كي يبقوا متواجدين في المسجد الأقصى. 

وتقول أم أحمد: "تجاوبهم رائع، يحافظون على مواعيد التحفيظ بدقة، وأهلهم يدعمونهم ويأتون بهم إلى المسجد دون تردد، رغم الاقتحامات المتكررة في الأقصى من قبل المستوطنين".

وتضيف: "ينكب الأطفال على حفظ القرآن كل حسب قدراته، ونحن نراعي الفروق الفردية ونقيم خططنا مع الطفل حسبها". أما خلال العام الدراسي فتخبرنا أم أحمد أنه يتم التواصل مع المدارس القريبة من المسجد الأقصى لعمل حلقات تحفيظ قرآن داخل المدرسة.
 
لا تتوقف أم أحمد عن عملها، فعندما تمنعها قوات الاحتلال من الدخول إلى الأقصى، تصطحب حلقتها إلى باب الأسباط أو باب العامود لمتابعة أمور التحفيظ، مضيفة: "أو نلتقي في مساجد قريبة من المسجد الأقصى، أو عند سور أبواب المسجد الأقصى ونقوم بالتحفيظ الأطفال".

وأم أحمد فخورة بمواقف الأطفال، فهم يستوعبون جيداً ما يحدث حولهم، ويحبون كثيراً التواجد في المسجد الأقصى. وتضيف: "في كل مرة يحدث اقتحام وهم معنا، أقول: إنهم لن يعودوا، ثم فوجئت أنهم  يعودون بحماس وإصرار أكثر من المرة السابقة، لا يشكل ما حدث أي حاجز خوف أو تردد لديهم، بالعكس يزيدهم هذا ثباتا وإصرارا".
 
مضايفات وتحدي
 
ومن باب العمود، حي سلوان، بيت حنين، ومناطق أخرى يأتي الأطفال والفتية لحفظ القرآن الكريم في باحات المسجد الأقصى ومن هذه المناطق يأتي أيضاً المحفظات والمحفظون، المحفظة شادية 27 عاماً كانت لتوها عائدة من المسجد الأقصى وقد قارب الوقت على آذان المغرب.

وتقول لنا: إن ما أخرها هو معاناتها في استرجاع "بطاقة الهوية" الخاصة بها، بعد أن سحبتها منها قوات الاحتلال. وتتابع القول: "لم تكن المرة الأولى، أكثر من مرة سحبوا بطاقتي، كثيرًا ما اضطر للذهاب إلى المسكوبية (مركز اعتقال إسرائيلي) لأخذها من هناك".

والمزيد من المضايقات يتعرض لها محفظو القرآن الكريم في المسجد الأقصى، توضح شادية: "نتعرض إلى المسائلة على أبواب المسجد الأقصى، ونتعرض للتفتيش الحقائب وكل ما نحمل، كما نتعرض للمسائلة ويصادروا هوايتنا عند الأبواب، لذلك نقيم حلقة التحفيظ كل يوم في مكان جديد في باحات الأقصى، المهم أن نستمر".
 
مشاريع التحفيظ  
 
ولا تكف المؤسسات المعنية بشؤون المسجد الأقصى عن القيام على مشاريع تحفيظ القرآن الكريم، تقام حلقات التحفيظ ضمن مشاريع عدة، وتقوم مؤسسة عمارة الأقصى، على العديد من مشاريع تحفيظ القران الكريم التي يشارك فيه مئات الطلاب في المسجد الأقصى.

وإذ يواصل المتطوعون والمنظمون لهذه المشاريع تحفيظ القرآن الكريم على أرض المسجد الأقصى، في ظل استمرار اعتداءات الاحتلال التي تنال منها بشكل مستمر، فقوات الاحتلال تسعى دائمًا  إلى  منع طلاب مصاطب العلم من دخول المسجد الأقصى المبارك، فهذه القوات التي أبعدت مرشد تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى الشيخ عبد الرحمن صالح بكيرات -45 عامًا- بتهمة التحريض على التكبير في ساحات الأقصى. تبعد غيره من المحفظين وتتعدى بالضرب على عدد منهم.

المصدر: lahaonline.com

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 3 فبراير 2017 - 13:43 بتوقيت مكة