ونجح الجيولوجيون في اختراق البركان والحفر بعمق 4625 مترا، وإنشاء أعمق بئر بركاني من نوعه. ويهدف العلماء الوصول إلى البخار في قاع البئر على أمل توفير مصدر للطاقة الحرارية الجوفية، والتي تمثل مصدر طاقة نظيفة متجددة.
وسجلت درجة الحرارة في باطن البركان 427 درجة مئوية، ومن المتوقع ارتفاع الحرارة أكثر عند اتساع عمليات التنقيب خلال الأشهر المقبلة. وجميع فريق مشروع الحفر العميق في أيسلندا، 21 مليون عينة من باطن البركان يجري تحليلها الأن.
وقال غودموندور عمر فريدليسون، من شركة الطاقة الآيسلندية اتش اس أوركا، الممول الرئيسي للبرنامج، "حصلنا على بعض عينات رائعة، وجميعنا سعداء بما تحقق". ويجري المشروع على شبه جزيرة رياكجنيس في أيسلندا، حيث نشط البركان للمرة الأخيرة منذ 700 سنة.
زرت الموقع في ديسمبر/كانون أول الماضي لرؤية معدات الحفر العملاقة تقف قبالة حقول الحمم البركانية السوداء. وبدأت عمليات الحفر في قلب البركان بشكل متواصل تقريبا منذ 11 أغسطس/أب 2016.
ويهدف المشروع بصورة أساسية إلى الوصول بالحفر إلى عمق 5 كيلومترات، ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة في هذا العمق حوالي 500 درجة مئوية.
وتختلط الصخور المنصهرة بالماء في هذا العمق، لكن في ظل تلك الحرارة والضغط المرتفع يصبح الماء "في حالة حرجة".
وتعني هذه الحالة أن الماء يكون في حالة وسط ما بين السائلة والغازية، لكنه يحمل كمية هائلة من الطاقة مقارنة بالحالة العادية.
والفكرة الرئيسية من هذا المشروع استغلال طاقة البخار الكبيرة لإنتاج الكهرباء، وإنتاج طاقة تتفوق 10 مرات على ما تنتجه آبار الحرارة الجوفية التقليدية.
وتصبح الأمور أكثر صعوبة كلما اقتربت عمليات الحفر من 5 كيلومترات، لذلك قرر الفريق المشرف وقف الحفر عند الوصول إلى عمق 4659 مترا.
ومع ذلك لم يعثر العلماء على الضغط الكافي لرؤية البخار الحرج للغاية الذي كانوا يتوقعونه، عند هذا العمق. وقال فريدليفسون "المهمة أُنجزت، نعرف أننا حققنا هدفنا، لذلك قررنا أن هذا هو الوقت المناسب لوقف الحفر".
والمهمة في الأشهر المقبلة ستكون ضخ الماء البارد في البئر، التي سيتم فتحها، وبعد ذلك سينتظر الفريق حتى ترتفع درجة الحرارة مجددا.
ويتوقع تخطي الحرارة 500 درجة مئوية وهو ما سيجعل هذه البئر الأكثر سخونة التي تم استكشافها على الإطلاق. وبعد ذلك سيتعرف الفريق على قدرته على إنتاج الطاقة وهل ستصل إلى المستوى المتوقع أم لا.
ويوضح فريدليفسون أنهم سيشرعون في قياس السوائل ومعرفة مركباتها الكيميائية من عينات عميقة، ومن المرجح أن تستغرق تلك المهمة ثلاث سنوات لإتمامها. كما يقدم هذا المشروع فرصة غير مسبوقة للعلماء للوصول إلى أعمق أعماق بركان، ما قد يساعدهم على فهم أفضل لكيفية عمل هذه النظم.