الشرطة الكندية اعلنت انها القت القبض على الارهابيين ، وهما طالبان في العشرين من العمر ، احدهما من اصول مغربية ، بدوره وصف رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الهجوم بالارهابي منددا باستهداف المسلمين وهم في دور العبادة.
رغم ان الخبر مؤلم جدا ولكن ما لا يقل ايلاما منه ، هو انه جاء بعد ساعات من تصريحات رئيس الوزراء الكندي ترودو ، التى أكد فيها على أن الكنديين يرحبون بكل الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب بغض النظر عن عقيدتهم ، في اول رد فعل له على قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب منع سفر مواطني 7 دول اسلامية الى امريكا.
الملفت ان هذا المسجد لم يكن هدفا للتكفيريين فقط ، بل كان هدفا للمتطرفين العنصريين ايضا ، ففي شهر رمضان الماضي ، وضع متطرفون رأس خنزير أمام أحد ابواب المسجد مفلوفة فى ورق سلوفان ومعها ورقة كتب عليها “أكلة شهية” ، وبعد مرور ثلاثة أسابيع على جريمة التنديس ، عُثر على ورقة فى منطقة قريبة من المسجد مكتوب عليه “أيهما أخطر: رأس خنزير أم إبادة جماعية”.
يرى الكثير من المراقبين ان توقيت الهجوم المسلح على المسجد من قبل التكفيريين ، الذي انتشروا كالسرطان في العالم اجمع بقوة العقيدة الوهابية ودولارات النفط ، جاء كرد من قبل التكفيريين على تصريحات رئيس الوزراء الكندي ، المرحبة بالمهاجرين الذين ظلموا بسبب قرار ترامب ، ولسان حال التكفيريين يقول ، نحن مع ترامب ونحن جنوده ، ونطبق افكاره على الارض عمليا ، ونرفض السياسة المرحبة بالمسلمين والمهاجرين التي ينتهجها ترودو.
موقف التكفيريين يتطابق بالكامل مع موقف المتطرفين والعنصريين في كندا ، الذين ردوا على رئيس وزرائهم ، الذي اختار عددا من وزرائه من بين المسلمين والهنود الكنديين ، ويعتبر “تنوع مواطني كندا مصدر قوة لها” ، من خلال تدنيس المسجد ذاته، وتهديد المصلين فيه بالابادة.
قصة مسجد كيبيك ، مع التكفيريين والمتطرفين ، هي قصة العالم الاسلامي والمسلمين وجميع شعوب العالم مع هذه النماذج البعيدة كل البعد عن القيم الانسانية والدينية ، فهناك تحالف واضح لا يمكن انكاره بين هاتين المجموعتين رغم عدائها الظاهري ، فهذا التحالف غير المقدس وغير المعلن بين التكفيريين والمتطرفين ، يهدد امن واستقرار الشعوب ، والحضارة الانسانية بشكل عام.
درك هذه الحقيقة ، حقيقة وجود تحالف بين التكفيريين والمتطرفين ، لا تدع مجالا للمرء ان يستغرب حتى من التعاطف المعلن والمكشوف بين الصهاينة وبين التكفيريين في سوريا ، عندما تم تقديم كل الدعم اللوجستي للتكفريين من قبل الصهاينة ، وفتح ابواب مستشفيات “اسرائيل” لعلاج جرحاهم ، في المقابل يعلن التكفيريون جهارا نهارا انه لا توجد بينهم وبين الصهاينة اي عداء ، بل على العكس تماما ، انهم طالبوا وفي اكثر من مناسبة الا تكتفي “اسرائيل” بدعمهم على استحياء ، وعليها ان تتدخل بكل ثقلها لاسقاط الحكومة السورية.
درك هذه الحقيقة ، حقيقة وجود تحالف بين التكفيريين والمتطرفين ، لا تدع مجالا حتى لنستغرب من الكم الهائل لفتاوى الوهابية ضد المسلمين الشيعة وباقي المذاهب الاسلامية الاخرى التي ترفض الرؤية الوهابية للاسلام ، وتبيح قتلهم وسبي ذراريهم ونساءهم ، بينما تخلو هذه الفتاوى من اي شيء يُشم منه رائحة التعرض للمتطرفين من الصهاينة والعنصريين والمعتدين والمحتلين.
بات واضحا ان التكفيريين والمتطرفين هم جنود لترامب ، فهم ينفذون اوامره ويحققون بدقة متناهية اهدافه ، فبعد يوم واحد من اعتداء التكفيريين والمتطرفين على مسجد كيبيك ، اعلنت أربعة من أكبر المساجد فى هولندا، أنها ستغلق أبوابها وقت أداء الصلاة ، وتم زرع مزيد من كاميرات المراقبة فى المساجد.
وقال سعيد بوحرو من المجلس الهولندى المغربى “إن الأعمال الوحشية مثل هجوم كيبك تساهم فى تزايد الكراهية العالمية للمسلمين .. وعلينا الحذر من مثل هذه الهجمات الإرهابية، ومن المؤسف أن نضطر لاتخاذ إجراءات السلامة الصارمة كهذه”.
فأي هدية يمكن ان تُقدم لترامب افضل من هدية اغلاق مساجد المسلمين امام الناس في الغرب ، وان يقتل المسلم اخاه المسلم وهو يُكبّر؟، وان يتحالف القتلة من التكفيريين مع المتطرفين ، ضد المسلمين ، ويدفعون بتحالفهم هذا الحكومات الغربية التي تتعاطف او تتخذ مواقف ملائمة من المسلمين ، كحكومة رئيس الوزراء الكندي ترودو ، للاقتراب من نهج ترامب العنصري ، فهل بعد هذا يمكن ان نشك ان “الدواعش” والقاعدة والجماعات التكفيرية والمتطرفين العنصريين والارهابيين والمجرمين هم جنود ترامب؟.
المصدر:شفقنا