يبدو أن زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى السعودية لم تنجح بعد في إعادة تفعيل الهبَة العسكرية للجيش اللبناني بعد أن قررت الرياض تجميدها العام الفائت بسبب ما سمّته خروج لبنان عن الإجماع العربي.
وحسب معلومات خاصة فإنّ الملك السعودي لم يعط أوامره الفورية بإعادة تفعيل الهبة للجيش اللبناني وإنما أوعز إلى الوزراء السعوديين دراسة الطلبات اللبنانية، وإن كان المسؤولون السعوديون الذين التقاهم عون والوفد اللبناني تحدثوا عن عودة الدفء إلى العلاقات السعودية اللبنانية بعد فترة من التوتر ترجمتها الرياض بمنع رعاياها من زيارة لبنان وإقفال بعض المصالح السعودية في بيروت.
المعلومات تضيف أن إيعاز الملك السعودي لمعاونيه بمن فيهم الوزراء بدرس المواضيع التي أثارها الرئيس اللبناني يشير إلى أن الرياض لم تقرر بعد تقديم الدعم لبيروت لمساعدتها على مكافحة الإرهاب، على الرغم من حاجة الجيش اللبناني الذي كان يعوّل على منحة الثلاثة مليارات دولار السعودية والتي سبق أن أعلن عنها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في آب/ أغسطس عام 2014 خلال معارك الجيش اللبناني ضد الجماعات الإرهابية في جرود عرسال.
الرئيس اللبناني ميشال عون أنهى محادثاته الرسمية في الرياض التي تَوَّجها بلقاء مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي شدد على أنّ "الثقة بعون كبيرة، وأنه سيقود لبنان إلى برّ الأمان والاستقرار. مؤكداً "أن لا بديل عن لبنان وأن السعودية ترغب في المحافظة على العلاقات التاريخية مع لبنان وتطويره".
ولفت الملك سلمان إلى أنّ "المملكة لا تتدخل في شؤون لبنان وتترك للبنانيين أن يقرروا شؤونهم بأنفسهم"، وأنه أوعز إلى المسؤولين السعوديين "درس المواضيع التي أثارها الرئيس عون اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً وسياحياً، وتبادل الزيارات مع نظرائهم اللبنانيين، وكذلك المواطنين السعوديين الذين يكنون محبة خاصة للبنان."