الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله قال في بيان تعزيته بمناسبة رحيل آية الله الشيخ رفسنجاني أنه "كان لنا في المقاومة الإسلامية في لبنان وعلى مدى 34 عاماً راعياً وحامياً وداعماً وسنداً كبيراً وأباً عطوفاً وحنوناً ومدافعاً صلباً في جميع المراحل والظروف الصعبة ..كما كان رحمه الله تعالى مؤمناً بالقضية المركزية للأمة الإسلامية، قضية فلسطين والقدس، وحاملاً لرايتها، ومقاوماً عنيداً وصعباً للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة، وداعماً بالمطلق لشعب فلسطين وقضيته ومقاومته وجهاده الدامي، ففلسطين وقضيتها كانت حاضرة في نضاله الطويل أيام حكم الشاه البهلوي المستبد وبعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) وفي جميع مواقع المسؤولية التي تولاها سماحته حتى الرحيل".
هذه الكلمات تعبر عن دور آيه الله الشيخ رفسنجاني البارز في دعم القضية المركزية في العالم الاسلامي وهي تحرير فلسطين ودعم حركات المقاومة التي كانت حاضرة دوماً في حياته منذ بدايات احتلال فلسطين. ومنذ كان طالباً صغير السن في الحوزة العلمية، كانت القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من حياته المباركة حتى رحيله.
لتسليط الضوء على هذا جانب من حياة آية الله رفسنجاني، التقى موقع "العهد" الاخباري على هامش مراسم تشييع الجثمان الطاهر الذي حضره ممثلين عن حزب الله وحركات المقاومة الاسلامية في فلسطين من بينها "حماس" و"الجهاد الاسلامي" والسفير الفلسطيني بطهران، بعض الشخصيات الايرانية المقربة من الراحل.
في هذا الاطار، أكد رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني في رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ محمد حسن أختري في حديث لـ"العهد" أن "سماحة الشيخ هاشمي رفسنجاني كان من الشخصيات الممتازة في الكفاح ضد العدو الصهيوني وأنه كان يتحرك على أساس فكر الامام الخميني (قدس سره) في ضرورة النضال ضد الاحتلال الصهيوني ودعم فلسطين والمقاومة".
وأضاف "نحن نرى الاصرار والتأكيد الدائم لسماحة الامام الخامنئي على دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني وأن نظام الجمهورية الاسلامية يقف الى جانب المقاومة ضد العدو الصهيوني وفي هذا الاطار كان الشيخ رفسنجاني من الرواد في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاومة".
وأوضح الشيخ أختري أن "الفقيد كان في جميع اللقاءات مع الشخصيات الدولية والمؤتمرات يؤكد على دعم القضية الفلسطينية والمقاومة الاسلامية في لبنان وفي أيام تأسيس حزب الله وتطويره والعدوان الصهيوني ضد لبنان في أعوام 1993 و 1996 و 2006 كان الشيخ رفسنجاني يدعم حزب الله ولا ننسى دوره البارز خلال فترة رئاسته للجمهورية في هذا المجال".
بدوره، قال رئيس جامعة الامام الصادق (ع) الشيخ سعيد مهدوي كني في تصريح خاص لـ"العهد" أن "دور سماحة الشيخ رفسنجاني منذ أيام شبابه في دعم القضية الفلسطينية واضح وبارز تماماً، حيث كان الفقيد منذ تلك الايام يكتب عن القضية الفلسطينية ما سبب له مشاكل عدة مع جهاز أمن نظام الشاه في تلك الايام، ومن ثم نرى ان سماحته كان يقوم بجمع الاموال وحتى شراء الاسلحة في تلك الايام وارسالها للمقاومين الفلسطينيين".
وأضاف إن "الشيخ رفسنجاني منذ أيام شبابه أثبت دعمه للمقاومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب وأنه حتى آخر أيام حياته كان مستمرًا في دعم القضية الفلسطينية وجبهة المقاومة"، مشيراً الى أن "سماحته كان يؤكد دوماً على دعم الشعبين الفلسطيني واللبناني لإعادة الاراضي التي يحتلها العدو الصهيوني وهو لم يتراجع ابداً عن مواقفه في هذا المجال".
من ناحيته، قال حجة الاسلام السيد مصطفى ميرلوحي احد مسؤولي مجلس خبراء القيادة إن "إحدى الامور التي يمكن ذكرها في الماضي الزاهر للشيخ هاشمي رفسنجاني وحتى الآن هو علاقته مع المقاومين في الدول المختلفة خاصة في فلسطين ولبنان حيث استمرت هذه العلاقة وأصبحت أكثر متانة بعد الثورة الاسلامية وأنا كنت أحضر في بعض لقاءات سماحته مع شخصيات لبنانية و فلسطينية وسورية وكنت أرى مدى تأكيد سماحته على دعم المقاومة".
وأضاف "في إحدى المراحل أوكل الامام الخميني (قدس سره) مسؤولية دعم الحركات التحررية الى آية الله هاشمي رفسنجاني، وقد حافظ الفقيد على علاقته بشخصيات جبهة المقاومة حتى آخر أيام حياته".
وقال إن "إحدى الاوراق اللامعة في حياة الشيخ رفسنجاني هي دعمه لحركات المقاومة الاسلامية والحركات التحررية، ونحن لا ننسى دوره خاصة في ثمانيات القرن الماضي في دعم حزب الله في لبنان".
بقلم مختار حداد