أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة، أنّ وفداً من مسؤولي وفضلاء الحوزة العلميّة في إيران سافر إلى العراق لأجل تعزيز التعامل والتعاون بين حوزتي إيران والعراق.
وقد زار الوفد الحوزي الذي ضمّ السيد الحيدري عضو مجلس خبراء القيادة، والشيخ رستم نجاد مسؤول قسم التعليم في الحوزات العلميّة، والشيخ اليوسفي الغروي الأستاذ في الحوزة العلميّة، والشيخ مهدي بيشوايي الباحث والمؤرخ، والشيخ رضا مختاري رئيس مؤسسة ببليوجرافيا الكتب الشيعية والسيد آل ايوب والشيخ ضيائي من مکتب العلاقات الدولية في الحوزات العلمية، مراجع الدين وعلماء العراق والحوزات العلميّة والمراكز الدينية فيها.
وفي هذا الخصوص قال السيد محمد حسين آل أيوب مدير العلاقات الخارجية في مرکز شؤون العلاقات الدولية للحوزات العلميّة بإيران خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة: استغرقت هذه الرحلة 5 أيام وجاءت لأجل زيارة مراجع الدين والعلماء والحوزات العلميّة والمراكز الدينية في العراق وتعزيز المعرفة بها.
وأشار السيد آل ايوب إلى أهمية هذه الزيارة والتاريخ العريق للحوزة العلميّة في النجف الأشرف، قائلاً: إنّ الحوزة العلميّة في النجف الأشرف هي أقدم حوزة علميّة في العالم الشيعي التي ناهز عمرها 1000 سنة وجميع الحوزات الموجودة حالياً تغذت من تراث هذه الحوزة العريقة.
وفي نفس السياق أضاف السيد آل ايوب، قائلاً: حاول النظام البعثي الجائر في العراق القضاء على الحوزة العلميّة في النجف الأشرف بأساليب مختلفة منها: طرد العلماء والفضلاء من النجف وترهيبهم، إلا أنهم صمدوا وحفظوا هذه الحوزة العريقة ولهذا تحظى هذه الحوزة بأهمية كبيرة في العالم الإسلامي.
وفي جانب آخر من حديثه أشار السيد آل ايوب إلى ازدهار الحوزة العلميّة في مدينة قم وتطورها بعد الثورة الإسلامية بإيران، قائلاً: في العقد الماضي تم ترتيب وتنظيم الدروس والنظام التعليمي في الحوزة العلميّة بشكل يمكن لها تلبية احتياجات المجتمع البشري والمشاركة الفاعلة في الساحات الدوليّة والعالميّة ولذا سعت الحوزة العلميّة بقم أن ترتبط وتتعامل مع المؤسسات والمراكز الدينية في أنحاء العالم وخاصة المؤسسات والمراكز الدينية العريقة والقديمة والمؤثرة كالحوزة العلميّة في مدينة النجف الأشرف.
وتابع السيد آل ايوب، قائلاً: في هذه السفرة تم زيارة عدد من المراجع والعلماء والفضلاء في الحوزة العلميّة في العراق ومناقشة طرق الارتقاء في إدارة الحوزة في اجواء سادتها الالفة والمحبة، والكل اتفق على استمرار وتعزيز هذه الزيارات والاجتماعات والتعامل والتعاون بين الحوزتين؛ لأنها تسهم في تعريف ونشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) إلى العالم كافة.
وفي الختام أشار مدير العلاقات الخارجية في مركز العلاقات الدولية للحوزة العلميّة في ايران الوضع الراهن للحوزات العلميّة في العراق، قائلاً: بالرغم من سعي حزب البعث للقضاء على الحوزات العمليّة في العراق قبل عام 2003م وكذا سعى بعض التيارات والأحزاب السياسية لتضعيف دور الحوزة في العراق بعد سقوط الصنم بسبب بعض النزاعات والصراعات السياسية، إلا أننا نرى الان ازدهار ورقي الحوزة بالعراق في جميع المجالات، وكيف أن العلاقة بينها وبين الشعب العراقي وثيقة، إذ تجلت هذه العلاقة عند هجوم داعش على العراق وتصدي المرجعية لها بفتوى الجهاد الكفائي وتلبية الشعب العراقي لتوجيهات المرجعية وتشكيل الحشد الشعبي ومشاركة رجال الدين وطلاب الحوزة فيه.
جدير بالذكر أنّ الوفد الإيراني قدّم تقريرا عن أوضاع الحوزة العلميّة بإيران خلال الاجتماع مع مراجع وعلماء الحوزة العلميّة في العراق.