امتاز الرسول الاعظم (ص) بالصفات المثاليّة والقيّم العليا لدى القاصي والداني، وكانت رسالته السماويّة السمحاء للناس كافة ورحمة للعالمين إلى يوم الدين.
ولا يمكن لأحد أن يعرفه حق معرفته إلّا ما جاء في مدرسة أهل البيت (ع) عن رسول الله (صلى الله عليه و اله) مخاطباً أميرالمؤمنين علي عليه السلام: (يا علي ما عرف الله إلّا أنا وأنت ، وما عرفني إلّا الله وأنت، وما عرفك إلّا أنا والله).. انطلاقاً من المعرفة الكمالية التى تجمع بين المعرفتين الجلاليّة والجماليّه.
ولكن في غير مدرستهم فانه يعرف الرسول (صلى الله عليه و اله) بأنّه من عباقرة التاريخ وأفذاذ البشريّة، كما عند علماء الغرب والشرق وفي مدارس غيرمدرسة أهل البيت (ص).
ولمّا كان الحديث عاماً لجميع طبقات المجتمع بما فيه المسلم وغيره، فالمفروض ان ننطلق من ظواهر القرآن الكريم أوّلاً، ثمّ ما جاء في التاريخ وسيرة النبي (صلى الله عليه و اله) ثانياً.
وإنّما يترجم الرجل بظروفه التي يحاسبه وكان يعيش فيها، كترجمته قبل الولادة وبعدها، وفي عالم الطفولة، ثمّ الشباب، ثمّ الكهولة، وما جرى عليه في سيرته الذاتية، ومن ثمّ نقف على عظمته وشموخه ودوره في صنع التاريخ الانساني أوّلاً، ثمّ كيف نقتدي ونتأسى به.
واذا أردنا أن نعرف عظمة رسول الله (صلى الله عليه و اله) بمعرفة فرشيّة دون المعرفة العرشيّة لنطرحه قدوة واُسوة لكل البشريّة إلى يوم القيامة (لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) من ثمّ نعرف أثر هذه الشخصيّة الفذّة في تبليغ الرسالة الاسلاميّة المحمّديّة الأصيلة ، فعلينا أن نعرف وندرس أوّلاً دراسة ميدانيّة ذلك المجتمع الجاهلي.
بقلم: السيد عادل العلوي