وأوضح قصارجيان أن الجريمة التي استقبلت تركيا بها عامها الجديد في الملهى الليلي في إسطنبول حيث اقتحم مجهول أحد أكثر الملاهي ازدحاماً في منطقة "كاديكوي" السياحية وبدأ باطلاق النار عشوائيا من سلاحه الآلي مطيحاً بـ 39 قتيلاً وأكثر من 70 جريحا بينهم أجانب تؤكد هشاشة الوضع الأمني داخل البلاد التي تتوالى فيها الجرائم المصبوغة بالطابع الإرهابي والتي كان آخرها اغتيال السفير الروسي في أنقرة قبل أسابيع ناهيك عن 18 تفجيراً انتحارياً استهدفت مناطق متعددة من تركيا خلال العام المنصرم.
وأشار قصارجيان إلى أن السبب الأساسي في هذه الحوادث يعود إلى الضربة التي أصابت المؤسسة الأمنية التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة والتي أدت إلى عمليات تصفية من اعتقال أو استبعاد من الخدمة لنحو ثلث عناصر هذه المؤسسة.
وأضاف قصارجيان أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الواقع التركي خلال سنوات ما سمي "بالربيع العربي" كمحطة انتقال للمسلحين من كل دول العالم إلى سوريا عبر الحدود المفتوحة، مبيناً أن البلاد ستشهد حوادث أخرى من هذا النوع في العام الحالي في ظل وجود آلاف الخلايا النائمة في المدن الحدودية.
ولفت قصارجيان أن هذه الحوادث تأتي في وقت تعاني فيه تركيا من تجاذبات سياسية داخلية حادة على خلفية إصرار العدالة والتنمية الحاكم على تغيير نظام الحكم إلى الرئاسي الذي يمنح صلاحيات خارقة للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في وقت يتعرض فيه معارضيه من السياسيين والكتاب وحتى أعضاء البرلمان من حزب الشعوب الديمقراطي للسجن بتهم من قبيل احتقار الرئيس ،إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يزداد صعوبة مع تراجع قطاعي السياحة والزراعة وانخفاض قيمة الليرة التركية.
و بين قصارجيان أن وتيرة الاعمال الارهابية ستزداد فالمشكلة الكردية تزداد تعقيداً ووصلت إلى أفق مسدود رغم وعود العدالة والتنمية بحل هذه القضية الأكثر اشكالية، كما أن قرار الحكومة التركية بتصفية حركة "غولن" بعد تحالف امتد أكثر من 10 سنوات بدأ قبل استلام العدالة والتنمية مقاليد السلطة قد يكون عاملاً مؤثراً أيضاً.
وختم قصارجيان مشدداً على أن العامل المؤثر الأهم في استمرار الأعمال الإرهابية في تركيا هو انتهاج الحكومة التركية سياسة ضخ المسلحين إلى سوريا، واستمرار دعمها للإرهابيين واحتضانها لهم.
المصدر : وكالة فارس