اكثر هذه الجماعات التكفيرية حماسا لتحقيق مآرب اعداء الامة ، هي “داعش” ، بسبب ممارساتها الوحشية التي تجاوزت المعقول البشري ، وفضحت بذلك نفسها وداعميها ومموليها ، فمن غير الممكن بل من المستحيل ، تبرير افعال “الدواعش” ، عقليا او سياسيا او دينيا ، فهي افعال تتحدث بصوت عال عن حقيقة منفذيها ، فهم مجانين ومصابون بمرض الوهابية ، وهناك من استغل هذا الجنون التكفيري ، وتم توجيهه لخدمة اعداء العرب والمسلمين.
لسنا بحاجة لذكر بشاعة ممارسات “داعش” التي تجاوزت حتى ممارسات الوحوش الكاسرة ، فهي لا تعد ولا تحصى ، ولكن سنتوقف وقفة سريعة امام اعتدائين ارهابيين وقعا في مدينة اسطنبول التركية في يوم واحد ، هو اليوم الاول من السنة الميلادية الجديدة (2017) ، وهما اعتداءان كشفا اكثر من اي اعتداء اخر حقيقة “داعش” ، و”المهمة” القذرة التي اوكلت اليها من قبل الصهيونية العالمية ، لتشويه صورة الاسلام ، ولضرب مجتمعاتنا واستقرارها.
في يوم الاحد ، الاول من شهر كانون الثاني / يناير ، استهدفت الجماعات التكفيرية “الداعشية” ملهى ليليا ومسجدا! ، في مدينة اسطنبول التركية ، فقتلت وجرحت العشرات من رواد الملهى والمسجد!!، ولاذ الفاعلان بالفرار ، ومازالا طليقين حتى الان.
الهجوم الاول وقع بعد منتصف الليل بساعة واحدة ، وكان الهدف ملهى ليلي في حي أورته كوي بمنطقة بشكتاش في اسطنبول ، والهجوم الثاني وقع في غروب نفس اليوم ، وكان الهدف مسجد حسن باشا في اسطنبول ايضا.
رغم ان الاعتدائين مدانان بالكامل وبأشد العبارات ، الا اننا من حقنا ان نسأل ؛ كيف يمكن ، لمنظمة سياسية تدعي انها “اسلامية” ، تستهدف هذين الهدفين رغم تناقضهما لتحقيق اهداف سياسية؟، ما هو الهدف الحقيقي الذي تسعى “داعش” الى تحقيقه في تركيا من وراء استهدافها ملهى ومسجدا في الوقت نفسه؟، الا يؤكد هذا العبث الدموي ان لا هدف ل”داعش” ، الا زرع الموت والدمار والفوضى في مجتمعاتنا؟ ، الا يكشف هذا الامر ان هناك جهات تحرك “الدواعش” التكفيريين المهووسين ، لضرب امن واستقرار بلداننا ، وان كل ما يقال خلاف ذلك ، مثل “محاربة الصليبيين والكفار” و “المشركين والمرتدين”، امر مضحك ومثير للسخرية؟.
ان جريمتي اسطنبول ، وان كانتا لا تضيفان شيئا جديدا الى معلوماتنا ، عن حقيقة العصابات التكفيرية والجهات التي تقف وراءها ومآربها ضد مجتمعاتنا وبلداننا ، الا انه كان من الضروري التاكيد على تناقضهما ، لحث الشباب العربي والمسلم ، الذي وقع فريسة فيروس التكفير ، على التفكير بالمخطط الجهنمي الذي اُعد في غرف مظلمة لضرب كل عناصر القوة في مجتمعاتنا ، وفي مقدمتها ، ديننا الاسلامي الحنيف وشبابنا وحاضرنا ومستقبلنا ، فالجماعة التي تقف وراء دوامة العنف العبثي هذه ، لن تكون سوى جماعة من المرتزقة ، مهما كانت الشعارات والرايات التي ترفعها.