نقلت وكالة "إكنا" ان "حسين شيخ أخميدوف"، يعتبر أكبر معمر في داغستان.. ولد في إحدى القرى الجبلية عام 1896، ويبلغ الآن من العمر 120 عاماً، ويكون بذلك قد عايش 3 قرون و3 دول، فما سر حياته المديدة؟
من بين الأشياء الجديرة بالذكر في حياة هذا الجد المديدة على لسانه وذويه، أن سر تغلبه على الزمن يكمن في أمور تبدو عادية ولا جديد فيها، وتنحصر بين الصلاة والعمل الدؤوب وتناول مشتقات الحليب وخاصة اللبن، وكذلك الزواج!
وكما يقول أقارب الجد حسين، سر طول العمر أن تعيش من دون أن تلتفت لمرور السنين، وأن تشكر الله كل مساء على أنه أضاف إلى عمرك يوماً آخر.
وهذا الجد الروسي المعمر، شارك في الحرب الوطنية العظمى ضد الغزو النازي للاتحاد السوفيتي، وكان في الـ 45 من عمره، وقد فقد رجله في تلك الحرب، وها هو يعيش من دونها منذ أكثر من 70 عامًا!
وحدث ذلك، في ميدان القتال ذات صباح، نهض من نومه وذهب لإحضار الماء للوضوء استعداداً لصلاة لم ينقطع عنها حتى في ساحة الحرب، إلا أن لغمًا انفجر تحت قدميه، ما دفع الأطباء إلى بتر إحدى رجليه.
وعلى الرغم من فجاعة هذه الحادثة، إلا أن عائلة حسين شيخ أخميدوف تتندر بها، ويقول أفرادها: "تلك الرجل هي سبب طول عمر الجد، فالموت اختطفها ونسي صاحبها".
وللجد حسين الآن 33 حفيداً، أما بالنسبة لأبناء الأحفاد، فيقول ذووه إنهم كفوا منذ زمن طويل عن عدهم لكثرتهم. وفيما يبلغ عمر أصغر أبناء الأحفاد 3 أعوام، يبلغ عمر أصغر الأبناء ستين عاما، أي أن حسين أصبح أبا لآخر مرة قبل 60 عاماً، وتزوج آخر مرة حين كان له من العمر 105 أعوام!
وحين بلغ من العمر 95 عاما تحققت أغلى أمنيات الجد حسين، إذ أدى فريضة الحج وزار الأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وأم الناس لاحقاً في قريته لأكثر من 40 عاماً، وكان قد درس منذ نعومة أظفاره القرآن والشريعة في مدرسة قريته.
والجد حسين الذي عاش أيام روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية، لا يغادر الآن إلا نادراً غرفة بالدور الثاني لمنزل في جبال داغستان بناه بيديه نهاية خمسينيات القرن الماضي، ويرفض الانتقال منه إلى القسم الأحدث.
وهو يقضي وقته في قراءة القرآن الذي يحفظه عن ظهر قلب منذ طفولته، ويجلس معظم الوقت منكباً على طاولة تحمل كتباً قديمةً باللغة العربية، لعل عمر بعضها من عمره.