جاء ذلك في حواره مع وكالة انباء التقريب (تنا)، للوقوف على ابعاد قرار مجلس الامن الدولي الاخيرة وما الذي يستطيع أن يقدمه للقضية الفلسطينية، مضيفاً: بعد عدة عقود تقدم الامم المتحدة ومجلس الامن على اصدار هكذا قرار، وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة ايجابية ينبغي الترحيب بها.. ولا يخفى أن مثل هذه الخطوة توضح مدى الاجماع الدولي تجاه الكيان الصهيوني، الذي لا يكف عن التوسع في الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات، في وقت يمتنع الكيان عن اصدار التراخيص وحرمان الفلسطينيين من إعادة بناء منازلهم وتلافي ما خلفه العدوان الاسرائيلي على مدنهم وقراهم.
وأضاف: كما يلفت القرار الى أن دول العالم قد سئمت من العناد الاسرائيلي، ومستاءة من تجاهل هذا الكيان للقرارات الدولية والاستهانة بها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجعل القرار الفلسطينيين أكثر أملاً بإمكانية أن يترك تحركهم الجاد والفاعل تأثيره في الرأي العام العالمي لصالح قضيتهم وحقوقهم المشروعة.
واستطرد بالقول: كذلك يمكن أن نرى تداعيات القرار على صعيد الشركات التي تتعاون مع الكيان الصهيوني في تنفيذ مشاريع الاستيطان وتأمين مختلف انواع الدعم المالي والاقتصادي لهذا الكيان وذلك من خلال اعادة النظر في تعاملها مع هذا الكيان، اضافة الى محاولة البنوك وصناديق الاستثمار التي تساهم في بناء المستوطنات الى سحب اسهمها وايقاف مساهماتها في هكذا مشاريع، وبذلك مواجه الكيان الصهيوني المزيد من الضغوط الاقتصادية.
وتابع الخبير في قضايا الشرق الاوسط: بطبيعة الحال أن القرار لن يحول دون مواصلة الفلسطينيين والدول الاخرى، ادانتهم للممارسات الاسرائيلية غير القانونية في المحاكم الدولية، بل ينبغي لهم مواصلة هذا التحرك بمزيد من المثابرة والاصرار، ومتابعة طرح دعاواهم في كل مكان وتسليط الضوء على السياسات الاسرائيلية المناهضة للقوانيين والمقررات الدولية والمعادية للانسانية.
وحول امتناع الادراة الاميركية عن استخدام حق النقض – الفيتو لإفشال القرار، اوضح الدكتور زنكنه: أن وزير الخارجية الاميركي كان قد وعد بأن حكومته سوف تصوت لصالح هذا القرار، غير أن الادارة الاميركية قررت في اللحظات الاخيرة، أن لا ترفض القرار ولا تؤيده ولن تستخدم الفيتو ضده، آخذة بالاعتبار توجهات دونالد ترامب الرئيس الاميركي الجديد.
ومضى يقول: أن امتناع الادراة الاميركية عن التصويت على القرار، يعني في الحقيقة السماح بالمصادقة عليه، ويمكن النظر اليه بمثابة التصويت لصالحه بنحو ما، وبطبيعة الحال أن ذلك يتناغم مع رؤية الحزب الديمقراطي، ويشير الى أن الادارة الاميركية منزعجة من مواقف اسرائيل خاصة زيارة نتنياهو الى اميركا وخطابه في الكونغرس، وتحرك اللوبي الصهيوني المعادي لاوباما، و... الخ، ولذا يمكن اعتبار الموقف الاميركي بالامتناع عن التصويت لصالح القرار أو ضده، يشكل ضربة قوية للكيان الاسرائيلي.
وحول ردود فعل الكيان الصهيوني المتوقعة ازاء مطالبة مجلس الامن اسرائيل بوقف الاستيطان، يقول الدكتور صباح زنكنه: لاشك أن الكيان الصهيوني سوف يرفض هذا القرار ويعلن عن عدم التزامه به، ويسعى الى ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني، واللجوء الى التحركات الاستعراضية نظير ما قام به مؤخراً باستدعاء سفراء الدول، ومن الطبيعي أن امثال هذه الممارسات تزيد من غضب هذه الدول واصرارها على معارضة اسرائيل، واقناعها بأن هذا الكيان لن يعبأ بأية بمبادىء أو قوانين دولية أو اخلاقية