كيف نعالج الكذب عند الأطفال؟

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 - 13:25 بتوقيت مكة
كيف نعالج الكذب عند الأطفال؟

الكذبُ عادة بذيئة جداً، وهو يعني تزييف الحقائق، ومحاولة إخفائها، وعدم قول الصدق، والكذب عادةٌ سيئة، سواء كان من قبل الأطفال أو الكبار، والأطفال بالعادة يكذبون كثيراً، لأسباب كثيرة، ربما تتعلق بالخوف من العقاب، أو لإنكار أفعال مزعجة قاموا بها، وهنا يجب أن يتكاتف الأهل والمعلمون في المدرسة والجميع، لمكافحة الكذب عند الأطفال منذ الصغر، واتخاذ الأساليب التربوية الصحيحة لتوجيههم لقول الصدق، حتى لا يصبح لديهم الكذب عادة ملازمة لهم إلى الأبد، لكن، يجب اتباع الطرق الصحيحة في التوجيه، كي لا تكون النتائج عكسيّة .

أنواع الكذب عند الأطفال

الكذب الخيالي : وهذا النوع من الكذب، يوجد بكثرة عند الأطفال أصحاب الخيال الواسع، الذين يميلون لتأليف القصص الخيالية، ويعتبرون الكذب نوعاً من اللعب، وسرد القصص الخيالية .

الكذب الالتباسي : ويأتي هذا الكذب بصورة غير مخططة، ودون تفكير مسبق من الطفل، حيث تختلط عليه الأمور، ولا يستطيع التمييز بين الصحيح والخاطئ، فيلجأ لتأليف كذبة، كي يخرج من دائرة التوبيخ، وقد يأتي نتيجة حلم رآه الطفل في المنام وظنه حقيقة، وهذا النوع من الكذب لا يدعو للقلق، لأنه يختفي كلما تقدم الطفل بالعمر .

الكذب الادّعائي : وهو يأتي خوفاً من إيقاع العقوبة، أو للفوز بمديح الأم والأب والمعلم، فيبادر الطفل باختراع كذبة ما، يدعي فيها أشياءً لم تحدث، أو ينسب إليه أشياء لم يفعلها، ويلجأ الطفل لهذا النوع من الكذب، حتى لا يشعر أنه أقل من الآخرين .

الكذب النفعي : وفي هذا النوع من الكذب، يلجأ الطفل لتحصيل مزيد من النقود، أو التعزيز، أو الألعاب، ويأتي هذا النوع من الكذب نتيجة شعور الطفل بالحرمان .

الكذب الانتقامي : وهو الكذب الناتج عن التمييز بين الأطفال، وعدم المساواة في التعامل بينهم، فيشعر بالغيرة من أقرانه، ويلجأ للكذب للانتقام منهم، وإيقاع الأذى بهم .

الكذب الدفاعي : وهو أكثر أنواع الكذب انتشاراً بين الأطفال، إذ يلجؤون للكذب، للهروب من العقاب والحساب، من آبائهم ومعلّميهم .

الكذب المزمن : وهذا أخطر نوع من أنواع الكذب، وإذا لم يتم علاجه بطرق تربوية سليمة، سيلازم الطفل إلى آخر العمر، وسيصبح الكذب عادةً له، ومعروفاً بها إلى الأبد . علاج الكذب عند الأطفال على الأهل والمربين، دراسة واقع الطفل، وفهم الدافع الحقيقي الذي جعل الطفل يكذب، ومعرفة نوع الكذب على وجه التحديد، والبعد عن علاج الكذب بأسلوب ساخرٍ، والبعد عن الضرب والتوبيخ والسخرية والتشهير بالطفل بين أقرانه . الحرص على توفير بيئة مناسبة مهيأة للصدق وقول الحق والاستقامة، وتجنب الكذب أمام الطفل، وتجنب خداعه، وقول الحقائق أمامه، دون إيجاد أعذار كاذبة، والحرص على عدم إطلاق نكات كاذبة أمام الطفل، والابتعاد عن أي ظرف يشجع الطفل على الكذب .

يجب أن يحرص المربون والأهل على عدم إعطاء الطفل أي فرصة للإفلات بكذبته، وتركه دون اكتشاف أو محاسبة، لأن للكذب عند الأطفال لذة، تشعرهم بالانتصار إن تُركوا بدون محاسبة، كي لا يتشجع على اقتراف الكذب مرةً ثانيةً . لا يجوز وضع الطفل في ظروف ومواقف صعبة، لا يستطيع أن يقول الصدق فيها، وعدم تعريضه للإحراج أمام أقرانه .

يجب تجنب إيقاع العقوبة بالطفل بعد تشجيعه على الاعتراف بذنبه وقول الصدق، كي لا يفقد ثقته بالآخرين، كما أن العقاب بعد قول الصدق، يجعل الطفل يقلل من مكانة الصدق في نفسه .

في حال إيقاع العقاب بالطفل، يجب عدم المبالغة في الحساب، وعدم إيقاع عقاب كبير بالطفل، حيث يكون العقاب تربوياً، بالموعظة والنصيحة . على المعلمين والأهل بشكلٍ خاص، إبعاد جميع الظروف التي من شأنها تهييءُ الطفل للكذب، مثل: الشدة والعقاب المبالغ بهما، كثرة الواجبات المدرسية، عدم تناسب العمل مع قدرات الطفل .

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 - 08:41 بتوقيت مكة