إذا كانت هذه الكائنات الحيّة تقوم بهذا العمل، فما هو حال الإنسان الّذي كرّمه الله عز وجل عن هذه الكائنات؛ بل جعلها كلّها مسيّرةً لخدمته لأداء وظيفته في إعمار الأرض وعبادته عزّ وجل. جاء ذكر العمل والحثّ عليه على لسان الرّسول صلى الله عليه وسلم فقال:" إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه "، وذُكر في القرآن بقوله تعالى:" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" (التوبة 105)، "والمؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله وتعالى من المؤمن الضعيف". العمل الشريف وعدم الترفّع عن الأعمال البسيطة يطهّر المجتمع من شرّ البطالة، والعمل في شتّى المجالات ليس عيباً، وقد آن الأوان للتخلّص من فكرة احتقار بعض المهن الناتجة عن ثقافة العيب في بعض المجتمعات، وخير دليل على أنّ المهنة أياً كانت فهي شرف أنّ أنبياء الله ورسله يعملون في العديد من المهن؛ كالرعي والتجارة. عمل للفرد والمجتمع'>أهمية العمل للفرد والمجتمع للعمل الكثير من الفوائد التي تعود على الفرد وبالتالي على المجتمع، ومن هذه الأهميّة: إشباع حاجة الإنسان ونيله الاحترام والتقدير، وإثبات الذات، وحصوله على الاطمئنان النفسي المعنوي. توفير المتطلّبات الماديّة، وتوفير المأكل والمشرب، وجميع اللوازم الضروريّة؛ فلا توجد حياة سعيدة من دون عمل؛ حيث يعمل الإنسان لتوفير حاجاته. العمل على تنشيط الاقتصاد وتنشيط العمليّة الشرائيّة في البلد. الحفاظ على الأمن؛ وذلك من خلال توفير فرص عمل للشباب، والحدّ من كثرة الجرائم وكثرة السرقات. البناء الحضاري الّذي يعمل على تهيئة الشباب للظروف الصعبة. يضع العمل الفرد في مستوى اقتصادي معيّن، فقد يكون سبباً يؤدّي إلى عيشه بسعادة وراحة بال. يجب أن يكون العمل متناسباً مع قدرات الإنسان وميوله وآماله ودراسته. العمل يعمل على تقوية شخصيّة الفرد والقدرة على التعامل مع الناس. العمل يكسب الفرد تعلّم أدب الحوار والاستماع، والتواضع مع الناس، وتحقيق الذات، وإدراك معنى الحياة؛ فيجتهد الفرد ويبذل أقصى جهده، ويجب توظيف واستثمار قوّة ومواهب الشباب، والاهتمام بالأذكياء والموهوبين، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.